التلقيح والإجراءات الوقائية الخط الدفاعي الأول لمواجهة موجات جديدة لكورونا

حاورته معلم مايا سارة

مع تناقص عدد الحالات الاصابة بفيروس كورونا خلال شهر سبتمبر بعدما شهدت الوضعية الوبائية استقرارا متجاوزة مرحلة الذروة. في المقابل بدأت تقارير المنظمات الدولية للصحة تحذر من موجة رابعة قد تكون أخطر من موجة الفيروس المتحور دالتا.

لتسليط الضوء أكثر على الموجة الرابعة وتداعياتها تقربت المنظار نيوز من مراد طالب بروفيسور ورئيس مصلحة علم الأوبئة بجامعة سيدي بلعباس للاستفسار أكثر.
:
س1: ما هي طبيعة هذه الموجة الرابعة لفيروس كورونا  ؟

ج1: حسب ما ورد الينا من تقارير المنظمة الدولية للصحة أن اخر ما توصل إليه الفيروس من تحورات ادى بنا الى المتحور ميو ‹ µ › و الذي يعتبر من أعنف السلالات و اكثرها قدرة على الانتشار و التي بدأ انتشارها من دول آسيا الجنوبية.
.
س2:ما الفرق بينها و بين المتحور دالتا ؟

ج2: الفرق يكمن في تطويرات جينية تحدث على مستوى الفيروس ومن المتعارف عليه أن الفيروس كلما زادت قدرته على الانتشار زادت قدرته على التحور ، و هو ما بشكل خطرا جزئيا على المجتمع الجزائري كونه مجتمع شاب او نشط على اصح التعبير عكس باقي المجتمعات مما يسمح للفيروس بالانتشار اكثر كما و ان هناك عاملا آخر الا و هو نسبة التلقيح فالفيروس لا يتحور عند الأشخاص الملقحين و إنما عند الذين لم يطعموا بجرعات التلقيح بعد.
.
س3: هل الجزائر بلغت نسبة التلقيح التي توصلنا للمناعة الجماعية ام يجب أن نخاف من أثر هذه الموجة الرابعة؟

ج3:كما و سبق الذكر أن الجزائر مجتمع شاب فعدد الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة و المعنيين باللقاح يتجاوز 30مليون نسمة مع جرعتين من اللقاح يصل الاحتياج الاجمالي الى 60مليون جرعة و هو ليس بالأمر السهل ، حيث كما وصرح الممثل الرسمي لوزارة الصحة قبل أيام أن عدد الملقحين وصل 8 ملايين وهو ما يعتبر أقل من 50% أي اننا لازلنا بعيدين عن المناعة الجماعية ، كما سجلنا ان المواطنين بعد انقضاء موجة دلتا تناقصت أعداد المتقدمين للقاح و عدنا نوعا ما الى حالة ما عرف بالعزوف ، اما بالنسبة للوضع الراهن فما يقلقنا ليس الموجة بحد ذاتها و انما عدد الحالات المتقدمة التي نصل إليها علما اننا نملك عدد محدود من الاسرة المجهزة طبيا و لذلك نطمح لزيادة نسبة التلقيح لتفادي الوقوع في العجز
.
س4:هل اللقاحات المتوفرة الآن فالجزائر ستخفف من مضاعفات الموجة الرابعة للفيروس ؟

ج4: للعلم فان الجزائر قامت بتغطية عالية لمختلف اصناف اللقاحات و التي اثبتت نجاعتها حتى في مواجهة السلالات المتحورة للفيروس ، و ما يجب أن يشاد به أيضا ان الدولة منعت اللقاحات الجينية الصنع و التي اعتبرت طريقة جديدة لإنتاج اللقاح لم يتأكد من نجاعتها بعد و لم تعرف آثارها الجانبية بعد .يذكر ان هذه الاعراض ليست فورية وإنما يتطلب ثبوتها سنوات لتحصيل النتيجة النهائية و من بين هذه الأصناف فايزر و الذي لوحظ من أعراضه التهاب عضلة القلب Myocardite و الذي قد يكون مميتا .
بين هذا و ذاك يبقى قطاع الصحة والمنظومة الصحية في الجزائر تبدل جهودا معتبرة لاحتواء أي طارئ، وذلك بتظافر و تتكاثف الجهود لتفادي موجات اخرى ليبقى التلقيح و احترام الاجراءات الوقائية خط الدفاع الأول لمواجهة كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *