بقلم سميرة بوجلطي
نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، يومي 26 و27 سبتمبر، النسخة الجديدة من سوقها للحرف اليدوية في مقر إقامة السفير. هذا الحدث البارز، الذي يُقام مرتين سنويًا، سلّط الضوء على ثراء المهارات الجزائرية من خلال مشاركة حوالي أربعين حرفيًا عرضوا وباعوا إبداعاتهم في مجالات متنوعة تشمل المجوهرات، الخزف، الفخار، الفسيفساء، المنسوجات والأزياء، الخشب، الجلد، مستحضرات التجميل العضوية، المنتجات الغذائية الحرفية وغيرها الكثير.
وشهدت النسخة الأخيرة إقبال حوالي 2500 زائر، حيث جذبت السوق جمهورًا متنوعًا من الدبلوماسيين، المغتربين، النشطاء الثقافيين، الشركاء المؤسساتيين وعشاق الحرف اليدوية، في أجواء ودية وعائلية.
وخلال كلمته، أكد السيد دييغو ميلادو باسكوا، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، على أهمية خلق فضاءات مخصصة للحرف اليدوية، والتي غالبًا ما تكون محدودة في البلاد:
«سوق الحرف اليدوية يُعتبر مكانًا للتلاقي. لقد تم تحويل مقر الإقامة إلى فضاء عرض حقيقي مخصص للحرفيين. الحرف اليدوية ليست فقط ثقافة ومهارة، بل هي أيضًا مهنة يجب أن تكون مربحة، مولدة للتواصل ومحركة للابتكار.»
وأضاف: «هدفنا من خلال هذا السوق هو المساهمة في تقريب المواهب، الثقافات والجمهور، مع توفير منصة دائمة للحرفيين الجزائريين. يجب ألا تكون الحرف اليدوية مجرد شاهد على التراث، بل ينبغي أن تكون محركًا للتنمية وجسرًا بين الجزائر وأوروبا.»
تميزت هذه النسخة بمشاركة كاستل الجزائر كشريك وراعٍ للحدث. من خلال جائزة بيير كاستل، التي تُنظم في الجزائر منذ عام 2021، تدعم كاستل الجزائر وتسلط الضوء على رواد الأعمال الشباب الذين يحملون مشاريع مبتكرة، خاصة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية.
تم تخصيص فضاء خاص للفائزين والمرشحين من النسخ الأربع لجائزة بيير كاستل، مما يبرز الأثر الإيجابي للبرنامج على النظام البيئي لريادة الأعمال في الجزائر. وقد قدم الفائز بالجائزة الأولى لعام 2025، هنوني عبد الوارث، مشروعه “Snaky”، وهو حل غذائي وبيئي للمستقبل، يقترح حليبًا نباتيًا كبديل صحي، متاح ومستدام لمواجهة تحديات الصحة العامة والتحول الغذائي.
من خلال دعمها لهذا السوق الحرفي، أكدت كاستل الجزائر دورها كجهة فاعلة ملتزمة بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع المساهمة في تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الجزائر وأوروبا.