مجازر جديدة في غزة بعد تصعيد الاحتلال الصهيوني وتوسيع عملياته برياً

أحمد مداني

قصف الاحتلال الصهيوني ، أمس الجمعة، بشكل غير مسبوق، من وتيرة غاراته على قطاع غزة، كما قطع الاتصالات، بالتزامن مع إشارته إلى “توسيع” عملياته البرية.
وفيما لم يعرف ما إذا كانت هذه الأجواء تمهد للغزو البري، رغم حديث وسائل إعلام عبرية عن تقدم بخصوص صفقة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، تصاعدت المخاوف من مجازر جديدة، خصوصا مع اتهام إسرائيل “حماس” باستخدام مشفى الشفاء في نشاطها، وهو عمليا، قد يكون تمهيدا لتنفيذ مذبحة على غرار تلك التي ارتكبت في المشفى المعمداني.
وأعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد نحو 40 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين ظهر الجمعة في غارات إسرائيلية كثيفة على قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إنه جرى انتشال 30 شهيدا وعشرات الجرحى في غارات إسرائيلية على منازل مأهولة ومنشآت في بلدة بيت لاهيا ومنطقة تل الزعتر شمال القطاع.
فيما أعلن مسعفون عن انتشال 10 شهداء في قصف إسرائيلي متزامن استهدف منازل في دير البلح والبريج وخان يونس وسط وجنوب قطاع غزة.
وقبل ذلك أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 7326 جراء هجمات إسرائيل على القطاع لليوم 21 على التوالي.
وبالتزامن مع تأكيد شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال (خاصة)، أن خدمات الاتصالات والإنترنت في غزة تعرضت لانقطاع كامل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري أن الجيش “سيوسع عملياته البرية”.

غارات غير مسبوقة… وقطع الاتصالات… ومخاوف من قصف مشفى الشفاء

وقال إن توسيع العمليات البرية يأتي إثر “سلسلة ضربات (شنّها الجيش) في الأيام الأخيرة”.
وقبل ذلك، زعم الجيش الصهيوني أنّ قواته البرية نفذّت خلال الليل “عملية محدّدة الهدف في وسط قطاع غزة” بدعم من “طائرات مقاتلة ومسيّرات” على أهداف لحركة “حماس”.
وأفاد في بيان بأنّ الجنود خرجوا بعد ذلك من القطاع من دون تكبّد إصابات.
وأظهرت صور باللونين الأبيض والأسود نشرها الجيش، توغُّل رتل من المركبات المدرّعة ليلا، وسط تصاعد سحابة كثيفة من الدخان في السماء بعد تنفيذ ضربات.
وأشار البيان إلى أنه تم تدمير منصات لإطلاق الصواريخ ومراكز قيادة لـ “حماس”، كما تم قتل عدد من عناصر الحركة.
في حين أعلنت كتائب “القسّام” الذراع المسلحة لحركة “حماس”، التصدي لقوة إسرائيلية كانت تحاول تنفيذ عملية إنزال من شاطئ مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت في بيان: “حاول العدو (إسرائيل) فجر الجمعة، القيام بعملية إبرارٍ (إنزال) على شاطئ رفح جنوب القطاع”.
وأضافت: “تم اكتشاف المحاولة من قبل مجاهدينا والتصدي لها والاشتباك مع العدو، مما استدعى تدخل سلاح الجو الصهيوني الذي أنقذ القوة، ففرت باتجاه البحر تاركةً خلفها كمية من الذخائر”.

القسّام تتصدى لإنزال بحري… وإسرائيل ادّعت تنفيذ توغل في القطاع

وأكد جيش الكيان الصهيوني العملية، قائلاً إنّ جنوده شنّوا “عملية محدّدة الهدف من البحر” في جنوب قطاع غزة.
وأضاف “ضرب الجنود منشأة عسكرية لحماس وشنّوا عملية في مجمع تستخدمه وحدات حماس البحرية، وشاركت في هذا النشاط سفن وطائرات تابعة للبحرية الإسرائيلية”.
وفيما بدا وكأنه تهميد لاستهداف مستشفى الشفاء في غزة، اتهم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” باستخدام المستشفيات في قطاع غزة كمراكز عمليات.
وقال المتحدث باسم الجيش لصحافيين إن “حماس تشنّ الحرب من المستشفيات”، مضيفا أنها “تستخدم أيضا الوقود المخزّن في هذه المرافق لتنفيذ عملياتها”.
وحدّد هاغاري على وجه التحديد مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية في غزة، قائلا إن “الإرهابيين يتحركون بحرية” فيه وفي المستشفيات الأخرى.
وسارعت “حماس” إلى نفي “أكاذيب” الاحتلال، وقالت إنه “لا أساس لها من الصحة”.
وقال القيادي في الحركة، عزت الرشق” لا أساس من الصحة لما ورد على لسان المتحدث باسم جيش العدو، وهذه تضاف لسلسلة الأكاذيب التي يبني عليها روايته”، معتبرا أن إسرائيل تمهّد “لارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء شعبنا”. واتهم الرشق في بيان إسرائيل بالتحضير لقصف مستشفى الشفاء، وقال إن “المجزرة ستكون أكبر من مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني”، مشيرا إلى وجود “أكثر من 40 ألف نازح في مستشفى الشفاء”. واعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن تهديد إسرائيل لمستشفى “الشفاء” بمثابة “حكم بالإعدام” على المرضى والجرحى والنازحين في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *