إستراتجية “هولسيم الجزائر” في التخفيض من الكربون

فضيلة_ن

 

في إطار رفع الجزائر من جهود تقليص نسبة انبعاثات الكربون في مواد إستراتجية، على غرار الاسمنت والحديد وما إلى غير ذلك، انخرطت شركة “هولسيم الجزائر في هذا المسعى وتمكنت خلال سنوات قليلة من طرح منتجات مستدامة صديقة للبيئة، وفي الوقت الراهن تحضر مبكرا من أجل طرح منتجات منخفضة الكربون، استعدادا لفرض القارة الأوروبية رسوما على الكربون بداية من آفاق عام 2026، باعتبارها سوق مهمة وهولسيم تصدر نحوها انطلاقا من مصانع الجزائر كميات معتبرة.

في اللقاء الإعلامي السنوي لشركة “هولسيم الجزائر المنظم سهرة أمس الأربعاء، أكد الخبراء والمشاركون على أهمية تطوير البحث والابتكار في مجال صناعة الاسمنت لطرح منتجات صديقة للبيئة وذات جودة عالية وتنافسية كبيرة في التكلفة والنوعية، واعتبر أدهم الشرقاوي مدير هولسيم الجزائر، أن مناخ الاستثمار بالجزائر “صحي” وداعم للاستثمار المنتج ومنفتح على الانجازات المهمة التي لديها دور في بناء الاقتصاد الجزائري والبنى التحتية، وعلى خلفية أن هذا البناء يتضمن جزء مهم من الدخل القومي ، مؤكدا على حرصهم المستمر من أجل طرح منتجات ومواد صديقة للبيئة ومستدامة، ولم يخف في سياق متصل أنه يهمهم كثيرا صفة الإنتاج، مطورين بذلك التكنولوجيا لبلوغ هذا الهدف الجوهري في عالم إنتاج الاسمنت والخرسانة، وكذا في صناعة أوراق الاسمنت، لأن توجه المصنع يكمن في الوقت الحالي في التحول إلى مصانع صديقة للبيئة والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتخفيضها في المنتجات المصنعة. علما أن “هولسيم الجزائر” منذ 4 سنوات بدأت ثورتها الجدية في التقليل من ثاني أكسيد الكربون سواء في على مستوى المصانع أو على صعيد النقل وحتى في صناعة أوراق الاسمنت، وأشار الشرقاوي إلى انتاج 9,5 مليون طن من الاسمنت في عام 2024، وإلى جانب صناعة 107 مليون كيس إسمنت، مشيرا إلى استثمار ما قيمته 500 مليون دولار في التجهيزات لمعالجة النفايات، كما أعلن عن تصدير من الجزائر حوالي 3,1 مليون طن من الإسمنت بقيمة 135 مليون دولار. وتنتج مصانع هولسيم الجزائر فيما تطرحه، منتجات تحمل انبعاثات أقل للكربون بنسبة 40 بالمائة.

واستعرض الشرقاوي إستراتجية الشركة والمتمثلة في طرح المزيد من المنتجات لعوازل الحرارة لتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون، والتقاط ثاني أكسيد الكربون وإعادة تخزينه ويعكفون على تنسيق الجهود مع مجمع سونطراك، ووصفه بالمشروع الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكل هذه الجهود حسب تقدير الشرقاوي جاءت سباقة لما سيفرضه الاتحاد الأوروبي في آفاق عام 2026 من شروط صارمة ،حيث سيشرع في فرض ضريبة على الكربون، ولأن السوق الأوروبية كبيرة ومهمة، يحرص المجمع على تطوير التكنولوجيا باستمرار للتقليل من ثاني أكسيد الكربون.

و تحدث السيد حفيظ أوشيش مسؤول العلاقات العامة والاتصال عن إستراتجية “هولسيم الجزائر” في السنوات المقبلة، في ظل حرص الشركة المتواجدة عبر 60 بلدا في تخصيص نسبة 20 بالمائة من رقم أعمالها لتخفيض نسبة الكربون، وبالجزائر أشار بأنه لديهم مركز بحث في رويبة بالعاصمة و9 مواقع إنتاج و4300عامل، ويحرصون على تحويل التكنولوجيا، وإلى جانب ذلك يقيمونا الشراكت مع الشركات الجزائرية العمومية والخاصة، وكشف أنهم سطروا هدف تصدير4 مليون طن من الاسمنت خلال عام 2025.

ومن جهته مراد إسياخم مدير الفعالية الطاقوية على مستوى المحافظة السامية للطاقات المتجددة، قال أن الجزائر تعمل على تنويع صادراتها خارج قطاع المحروقات، وتركز على العديد من المنتجات البديلة ذات القيمة المضافة ومن بينها منتجات الاسمنت، وبعد تحقيق الجزائر للاكتفاء الذاتي في هذه المادة ببلوغ الطاقة الإنتاجية 39 مليون طن تحولت إلى بلد مصدر، ومن الطبيعي أن تتمركز الجهود حول جودة المنتجات لتكون صديقة للبيئة وذات تنافسية عالية في الأسواق الخارجية. وتحدث عن التنسيق الجاري مع المصنعين من أجل تبني حلول واقعية وأكثر تأثيرا لتكون الجزائر في ريادة البلدان التي تطرح نسب ضئيلة من ثاني أكسيد الكربون. من جهتها السيدة كريمة فريحة مسؤولة على مستوى “هولسيم الجزائر”، ركزت على التزام الشركة بمستقبل أكثر استدامة والحرص على التدوير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *