الانتخابات الرئاسية الجزائرية: كيف ستعيد تشكيل القوى السياسية في الجزائر؟
أمينة هيشور
تغيير الخارطة السياسية وتموضع الأحزاب بعد الانتخابات في الجزائر يعتمد على نتائج الانتخابات نفسها وعلى الديناميات السياسية التي ستنتج عنها. قد تؤدي الانتخابات إلى تغييرات في توزيع القوى بين الأحزاب، وقد تبرز أحزاب جديدة أو تتراجع أخرى بناءً على أداء كل منها ومدى تحقيقها لتطلعات الناخبين. كما أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية قد تلعب دوراً في تشكيل المشهد السياسي بعد الانتخابات.
الانتخابات هي مناسبة حاسمة في تشكيل الخارطة السياسية في الجزائر حيث تتسم السياسة بالتنوع والتعقيد. بعد الانتخابات، تطرأ عادةً تغييرات على تموضع الأحزاب السياسية، مما يؤثر على المشهد السياسي العام ويعكس التوجهات الجديدة للمجتمع ، إذ تظهر الانتخابات صعوداً لأحزاب جديدة أو تحالفات غير متوقعة، فإن هذا يعني أن هناك تغييراً في أولويات المواطنين وتوقعاتهم من الحكومة.
في الجزائر، قد يؤدي صعود أحزاب جديدة أو تغييرات في قوى الأحزاب القائمة إلى ظهور تحالفات جديدة أو تعديل في استراتيجيات الأحزاب القائمة ، مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، قد تشهد تغييرات في قدرتها على التأثير والسيطرة على المشهد السياسي. تغييرات في نسبة المقاعد التي يحصل عليها كل حزب يمكن أن تؤدي إلى إعادة هيكلة داخلية، تغييرات في القيادة، أو حتى تعديل في استراتيجياتهم , قد تؤثر أيضاً على المجتمع المدني. وتدفع نحو إصلاحات في القوانين والسياسات التي تؤثر على حقوق الإنسان، والاقتصاد، والتعليم، وغيرها من المجالات الحيوية.
قد تؤدي إلى بروز أحزاب جديدة أو تحالفات غير متوقعة من حيث توزيع المقاعد، مما يساهم في تغيير توازن القوى في البرلمان. هذا قد يخلق فرصًا لتشكيل تحالفات جديدة وتبني سياسات جديدة تعكس التطلعات المتغيرة للمجتمع ، الأحزاب التي تحقق نتائج إيجابية قد تجد نفسها في موقع أقوى للتأثير على السياسة العامة، بينما قد تواجه الأحزاب التي تعاني من تراجع في قوتها تحديات في الحفاظ على تأثيرها. هذا التغير في القوى قد يعيد تشكيل التحالفات السياسية ويؤدي إلى تغييرات في الطريقة التي تُدار بها السياسة في البلاد.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي “العيد زغلامي” ” اعتقد ان الخارطة السياسية الحالية لن تغير كثيرا في تموقع الاحزاب ، لان هناك ثلاث تيارات أساسية جوهرية تمثل القاعدة السياسية و الشعبية في الجزائر ذات طابع ديمقراطي ، اسلامي و وطني”
واضاف ” و نتمنى الاحزاب التي تكون لها ديمومة هي الاحزاب التي تكون لها المقاربة العامة والشاملة لا لتحصين الجبهة الداخلية والتي تضمن الأمن والاستقرار لجزائر ”
تُعَدُّ الانتخابات في الجزائر نقطة تحول رئيسية في إعادة تشكيل القوى السياسية، حيث تعكس هذه الانتخابات التغيرات في تفضيلات الناخبين، وتحمل في طياتها إمكانيات واسعة لتغيير المشهد السياسي.هذه التغيرات ليست فقط مؤشراً على الوضع السياسي الحالي، بل أيضاً على مستقبل الاستقرار والتطور في البلاد.