الجزائر تلعب دور محوري كبوابة لافريقيا
سميرة بوجلطي

كشف رئيس المركز العربي الافريقي للاستثمار والتطوير أمين بوطالبي بفندق الشيراطون، أمس،في كلمته الافتتاحية لملتقى للإستثمار إفريقيا والتجارة إن هذا الحدث يرسم آفاق التعاون وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دولنا الإفريقية، وأنه يؤكد في هذا المنتدى المميز، على الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر كبوابة لإفريقيا، ونعمل على استغلال هذه المكانة لتعزيز الروابط بين شعوب القارة وتحقيق التنمية المستدامة، وأن التكامل الاقتصادي الإفريقي الذي نطمح إليه يضيف ذات المتحدث لا يقتصر على المجالات التقليدية، بل يمتد إلى قطاعات حيوية مثل الطرقات والبنى التحتية، الطاقة والربط الكهربائي، الاتصال والمواصلات.
وأن ما يعزز دور الجزائر في إفريقيا، أوضح أمين بوطالبي، إنشاء فروع للبنوك الجزائرية في كل من السنغال وموريتانيا، كدليل على تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي، وأنه أمامنا اليوم فرصة كبيرة لتحقيق تكامل اقتصادي أعمق من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف)، رؤية إفريقيا 2063 التي تسعى إلى بناء مستقبل مشترك، بدعم من مؤسسات كبرى مثل المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA)، البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (Afreximbank)، مشيرا إلى أن الجزائر تتحرك برؤية واضحة لتعزيز التكامل الإفريقي، لا تكتفي بالدعوة للوحدة، بل تجسّدها من خلال مبادرات ملموسة وشراكات قائمة على مبدأ رابح-رابح.
تفتح الأسواق، تبني الجسور، وتنقل التكنولوجيا إلى أشقائها، واضعة في متناولهم خبرتها في الصناعة والطاقة والتحول الاقتصادي.
موضحا ان الجزائر تمتلك مناخًا استثماريًا محفزًا، وإرادة سياسية صادقة، وصناعة تنافسية قوية. منتجاتها تثير اهتمام الأسواق الإفريقية، وتؤكد قدرتها على المساهمة في بناء اقتصاد إفريقي متكامل، مستقل، ومزدهر.
وفي كلمته، بملتقى الاستثمار والتجارة في إفريقيا المنظم من طرف المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير بفندق الشيراطون، دعا وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق كافة المتعاملين الاقتصاديين إلى الانخراط في الملتقى المزمع تنظيمه من 4 إلى 10 سبتمبر، تحت شعار “بوابة الفرص الإفريقية”. حول التجارة البينية في إفريقيا، إلى إبرام أكبر قدر ممكن من الاتفاقيات حتى نجعل الجزائر قطبا اقتصاديا رفيع المستوى، مشيرا إلى أن البيئة الاقتصادية الجزائرية سانحة لنسج شراكات “حقيقية” مع أشقائنا الأفارقة، داعيا المستثمرين ورجال الأعمال وحاملي المشاريع الجزائريين والأفارقة، إلى اغتنام تحسن البيئة الاقتصادية والاستثمارية الجزائرية لبناء شراكات، بفضل مشاريع الربط القاري وعلى رأسها الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر ولاغوس، والذي سيساهم في تعزيز التجارة البينية وربط الدول الإفريقية غير الساحلية بأوروبا.
هذا، وأكد الوزير رزيق التزام الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، بتهيئة مناخ اقتصادي جاذب عبر الاستقرار التشريعي وتطوير البنى التحتية، بما يتماشى مع اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية “زليكاف”، ومن أجل تحسين مكانتها افريقيا، قال رزيق أن الجزائر تسعى جاهدة إلى ضمان بيئة اقتصادية محفزة ومستقرة وجذابة للإستثمار والعمل على تدعيم الجهاز البنكي وتقديم التسهيلات بهدف تكييفه مع مستجدات التطورات الاقتصادية على مستوى العالمي، مبرزاً أنّ العشرية المقبلة ستكون “عشرية الجزائر وإفريقيا” بشكل خاص.
من جهته، أكد وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ في كلمته بملتقى الاستثمار والتجارة في إفريقيا، أن الجزائر أنجزت جملة من المشاريع القاعدية من أجل تسهيل حركة التجارة في القارة الافريقية، من خلال إنشاء شبكة من المواصلات الجوية والبحرية والبرية إلى العمق الإفريقي، وكذا من أجل ربط شعوب القارة منها طريق العابر للصحراء والذي يربط ست دول إفريقية، والذي تم تحويله إلى رواق اقتصادي، سعيا من الجزائر يضيف ذات المتحدث وفق مقاربتها لتجسيد مشاريع اقليمية على غرار مد الألياف البصرية، وأنبوب الغازمن النيجر إلى أوروبا، وكذا طريق الزويرات نحو موريتانيا ومنه إلى غرب إفريقيا، بطول 840 كلم، بالإضافة إلى مد سكك الجديدية لربط الشمال بالجنوب لجعله رافدا للتنمية المستدامة.
وقال الوزير رخروخ في السياق ذاته إن دعم الجزائر للدول الإفريقية هي قناعة منها لوضع مصلحة القارة فوق كل اعتبار في إطار تعزيز التكامل البيني بين دول الفضاء الافريقي، وإن هذه المبادرات التي تقوم بها بلادنا في مسار التجارة الحرة القارية يضيف ذات المسؤول محور حيوي لتحقيق التنمية المستدامة لشعوب القارة، داعيا إلى ضرورة الاعتماد على الكفاءات الوطنية دول القارة الافريقية باعتبارها مرجعا تقنيا يمكن استغلالها للتعاون القاري، مشيرا إلى أن هذا الملتقى فرصة لربط اتفاقيات وتبادل الأفكار عبر سلاسل القيم العالمية.
من جهته، دعا المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش الدول الافريقية إلى تكثيف التعاون التجاري البيني، وقال ركاش بالعودة إلى قارتنا الإفريقية، وعلى الرغم من ثقلها الديموغرافي والاقتصادي، فإن مؤشرات التجارة والاستثمار البيني لا تزال دون المستوى المأمول، فالتجارة البينية لا تمثل سوى 15% من إجمالي المبادلات التجارية الإفريقية كما أن الاستثمارات البينية لا تتعدى 12% من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وأكثر من 70% من تدفقات الاستثمار تأتي من خارج القارة.
وهذه الأرقام يضيف عمر ركاش تدفع إلى القول بأن تحقيق تكامل اقتصادي فعلي يتطلب التغلب على عدة تحديات، من أبرزها ضعف البنية التحتية للنقل واللوجستيات في بعض المناطق، والعوائق الجمركية وغير الجمركية التي لا تزال تعيق حرية تنقل البضائع، والافتقار إلى التصنيع المحلي القادر على الاستجابة للطلب الداخلي بدلاً من الاعتماد المفرط على الاستيراد، مشيرا إلى أن الجزائر، وتحت قيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وضعت تحسين مناخ الاستثمار في صلب أولوياتها الاستراتيجية. وقد تجسد ذلك في إصلاحات هيكلية شاملة أفضت إلى إصدار منظومة قانونية للاستثمار تكرس حرية المبادرة وتمنح ضمانات قوية للمستثمرين ووضع إطار مؤسساتي يرتكز على تسهيل الإجراءات وتبسيطها يضمن الشفافية والسرعة في معالجة الملفات؛ وأنه يجب التنويه أيضا الى الحركية المكثفة التي تشهدها الوكالة للوفود الأجنبية من مختلف الجنسيات التي تناقش إمكانيات تجسيد مشاريعها في الجزائر, العديد منها قد افضت إلى عقد شراكات مع مؤسسات عمومية وخاصة. منها مشاريع مهيكلة سنعلن عليها في الأيام القادمة بعد استكمال الإجراءات القانونية.