السفارة الايرانية بالجزائر تحي  الذكرى 46 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية

سميرة بوجلطي

 

أحييت السفارة الايرانية بالجزائر الذكرى 46 لانتصار الثورة الاسلامية الإيرانية وجاء خطاب السفير الإيراني بالجزائر هذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

• معالي السادة الوزراء

• السادة ممثلي رئاسة الجمهورية، وزارة الخارجية ووزارة الدفاع

• السيدات والسادة نواب ورؤساء اللجان في المجلس بغرفتيه

• أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر

• السيدات والسادة رؤساء الهيئات والمؤسسات الرسمية، والاحزاب السياسية، الاسرة الإعلامية، رجال الاعمال

• ضيوفنا الأعزاء، كل باسمه ومقامه الكريم،

بداية، أود أن أقدم خالص شكري وامتناني على تلبيتكم دعوتنا لحضور مراسم الاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الايرانية.

قد اجتمعنا هذه الليلة للاحتفال بالذكرى ال 46 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وستينية العلاقات الثنائية بين إيران والجزائر.

انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية بشعار الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية، وأطاحت بنظام الشاه الاستبدادي البائد والتابع للخارج، وتم تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية بإجراء استفتاء عام وبتصويت أغلبية شعب، مما أدى إلى تقديم نموذج جديد للحكم مستوحى من التعاليم الإسلامية وأساليب الحكم المعاصرة.

لقد واجهت الثورة الشعبية الإيرانية تحديات وممارسات عدائية منذ الأشهر الأولى لانتصارها من قبل نظام الهيمنة وأتباعه في الداخل والخارج، منها العدوان العسكري الأجنبي وإثارة الفتن والصراع الداخلي والأعمال الإرهابية والضغوط والعقوبات الخارجية القاسية.

رغم ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية، بفضل صمود شعبها المستميت، حوَّلت التهديدات الناجمة عن العقوبات إلى فرصة للتقدم والازدهار في جميع المجالات.

اليوم، تعد إيران واحدة من الدول الرائدة في العالم في إنتاج العلوم وتكنولوجيا النانو والخلايا الجذعية وإنتاج النظائر الطبية لعلاج السرطان والأمراض العصبية، واستغلال الطاقة النووية السلمية، وعلوم الفضاء.

هناك حوالي 10000 مؤسسة ناشئة في إيران، مما أدى إلى تحسين ترتيب إيران العالمي في العديد من مجالات العلوم والتكنولوجيا من حيث نشر المقالات العلمية.

كما وفي السنوات الأخيرة تمكن العلماء الإيرانيون الشباب من وضع ما لا يقل عن 10 أقمار صناعية محلية الصنع في المدار حول الأرض. هذه الأقمار الصناعية ليست مجرد إنجازات تكنولوجية بل إنها رمز لالتزامنا بالتقدم العلمي وروح التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء.

على مدى العقود الأربعة الماضية، شهد مؤشر التنمية البشرية في إيران تطوراً مطّرداً، حيث ازدهرت البُنى التحتيّة الرئيسية في مجالات متعددة ومن بينها الطرق والنقل والصحة والتعليم والاتصالات، خاصة في المناطق الريفية.

السادة والسيدات،

إن إقامة علاقات متوازنة وبناءة مع جميع الدول، ولعب دور نشط في إرساء السلام والاستقرار وضمان الأمن الجماعي، ومحاربة الإرهاب والمشاركة في حل الأزمات الإقليمية وإرساء العدالة والمساواة في النظام الدولي ومواجهة ومكافحة العقوبات الأحادية للولايات المتحدة ضد الدول، هي من بين الاستراتيجيات الرئيسية للسياسة الخارجية الإيرانية.

تواصل الجمهورية الإسلامية الايرانية اعتماد سياسة خارجية نشطة وفعالة تقوم على الحوار والتعاون من أجل تأمين المصالح الوطنية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث وسعت نطاق تفاعلاتها المتعددة الأطراف مع المنظمات الدولية والإقليمية مثل بريكس وشنغهاي.

إن التزامنا بأمن جميع بلدان المنطقة لا يتزعزع لأننا نبحث عن منطقة قوية وآمنة ومتطورة للجميع.

توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية والاسلامية هو من أولويات العلاقات الخارجية للجمهورية الإسلامية. وفي هذا السياق، تشكل الجزائر إحدى أولوياتنا في شمال أفريقيا.

إن الحكمة والعقلانية تُشكلان أهم المبادئ التوجيهية لبلادنا في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. و فی هذا الاطار لن نتأخر ولن نتسرع في القيام بواجباتنا.

ستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوفاء بمسؤوليتها التاريخية في حماية أمنها القومي ودعم قضية تحرير فلسطين ودعم شعوب العالم المضطهدة والمستضعفة وستستمر بصمود على هذا النهج الصائب والطريق المستقيم.

إننا نؤيد مقاومة الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال ومواجهة الاعتداءات الهمجية واللاإنسانية للصهاينة المحتلين.

إننا نقدر ونُعظم مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وخاصة سكان غزة، ضد أكبر نظام إرهابي في العالم والجيش بالوكالة للولايات المتحدة في المنطقة.

ونهنئ انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان في فرض إرادتها وعدم الاستسلام للعدو الصهيوني رغم الخسائر والضحايا الجمة. كما قال الله عز وجل في كتابه: ” إن تنصروا الله ينصركم و يُثبت اقدامكم ” . نحن نؤمن بأن الظلم والاحتلال لن يدوما، وأن انتصار ومجد الشعوب المسلمة والحرة على الظالمين والمحتلين سيتحقق.

 

يتمثل المشروع السياسي الإيراني لحل قضية احتلال فلسطين في تطبيق ممارسة حق تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء شعبي بين السكان الأصليين لفلسطين، سواء أ كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود.

وأود هنا أن أعرب عن امتناني للمواقف الأصيلة والإجراءات الشجاعة للحكومة الجزائرية في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة الأمم المتحدة، دعماً لحق فلسطين المشروع.

الضيوف الكرام،

نظرا لبث الفيلم الوثائقي، الذي سيعرض لمحة موجزة عن العلاقات الثنائية بين إيران والجزائر على مدى السنوات الستين الماضية، فإنني أكتفي بهذا القدر وأؤکد أن “العلاقات الجزائرية الإيرانية متجذرة تاريخياً، متينة حاضرا وواعدة مستقبلا” وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُولي أهمية خاصة لتطوير العلاقات الشاملة وتعاونها على كافة الأصعدة مع الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

في الختام اسمحوا لي أن أُجدد لكم شكري وامتناني على تلبية الدعوة، متمنياً لكم التوفيق وموفور الصحة والعافية.

تحيا إيران، تحيا الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *