الشات جي بي تي يهدد العقل البشري : ما القصة؟”
هدية عوادي
تتزايد الابتكارات التكنولوجية بسرعة فائقة، مما يثير العديد من التساؤلات حول تأثيرها على حياتنا اليومية، من بينها تقنية “الشات جي بي تي” (ChatGPT) بشكل خاص، يتمتع هذا النموذج الذكي بالقدرة على إجراء محادثات طبيعية ومفصلة مع البشر، مما يثير جدلاً واسعاً حول تأثيره المحتمل على العقل البشري.
تم تطوير الشات جي بي تي بواسطة شركة OpenAI، وهو نموذج يستخدم تقنيات تعلم الآلة والشبكات العصبية المتقدمة، يعتمد هذا النموذج على ملايين النصوص من الإنترنت ليتمكن من فهم وتوليد نصوص تتسم بالدقة والطبيعية. ومع استخدامه المتزايد، تتنامى المخاوف حول التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذه التقنية على المستخدمين.
يعبر العديد من الخبراء عن قلقهم من أن يؤدي الاعتماد الزائد على الشات جي بي تي إلى تراجع القدرة على التفكير النقدي والإبداعي، فالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات واتخاذ القرارات قد يقلل من تطوير مهارات الإنسان، يمكن للتفاعل المستمر مع الشات جي بي تي أن يؤدي إلى شعور بالوحدة والعزلة، حيث يفضل البعض التفاعل مع الآلة بدلاً من البشر، هذا التحول قد ينعكس سلباً على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد، مما يستدعي ضرورة دراسة هذه التأثيرات بشكل أعمق.
رغم أن الشات جي بي تي مصمم لتقديم معلومات دقيقة، إلا أنه قد يعكس التحيزات الموجودة في البيانات التي تدرب عليها، هذا قد يؤدي إلى نشر معلومات مضللة أو تعزيز تحيزات معينة، مما يشكل تحدياً في مجال المعلوماتية، يعد جمع البيانات من أكبر المخاوف المتعلقة باستخدام الشات جي بي تي، حيث يمكن أن تُستخدم المعلومات التي يجمعها بطرق غير آمنة. يتطلب ذلك وضع ضوابط صارمة لضمان حماية خصوصية المستخدمين وأمان بياناتهم.
بينما تمثل تقنية الشات جي بي تي تطوراً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك ضرورة ملحة لفهم المخاطر المحتملة المصاحبة لاستخدامها، يتطلب الأمر تعاوناً بين الشركات التقنية والحكومات والمجتمعات لضمان استخدام آمن ومسؤول لهذه التكنولوجي، وتحقيق التوازن بين الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية المتقدمة وحماية القدرات البشرية، مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي.