الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي يشيد بالكفاح المسلّح لجبهة البوليزاريو

سميرة بوجلطي

.
جدد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي،  في كلمة افتتاحية ألقاها أمس، بمناسبة انطلاق احتفالات خمسينية البوليزاريو واندلاع الكفاح المسلّح الذي يحتضن مخيم أوسرد للاجئين فعالياتها على مدار يومين تحت شعار “نصف قرن من الصمود 1973 إصرار على فرض الصمود 2023”.

كما شدد الرئيس الصحراوي و جدد التشبث بالكفاح المسلّح في خمسينية البوليزاريو
وأكد على ضرورة اتخاذ قرار عاجل حيال خرق المغرب لوقف إطلاق النّار
الإصرار والعزيمة التي شهدتها فعاليات المؤتمر 16 لجبهة البوليزاريو، الذي اختار شعار تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة الوطنية على كامل تراب الجمهورية الصحراوية،
عبرت الاحتفالات المخلّدة للذكرى المزدوجة، 50 لتأسيس جبهة البوليزاريو واندلاع الكفاح المسلّح، لتؤكد مدى تشبث الصحراويين باسترجاع حقوقهم المغتصبة وعلى رأسها ممارسة حقهم المشروع في تقرير مصيرهم بكل السبل المشروعة يتقدمها الكفاح المسلّح
وكشف الأمين العام لجبهة البوليزاريو، أن قرار شعب بلاده باستئناف الكفاح المسلّح لم يأت من فراغ ولم يكن مفاجئا، بل جاء بعد تراكمات عديدة فرضت عليه رفع البندقية، وهو الذي خابت آماله في المجموعة الدولية التي لم تكتف بخذلانه وانتهاج أسلوب الصمت والتغاضي عما اقترفه ويقترفه المحتل المغربي من انتهاكات وخروقات، حيث راح بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بعض الأحيان حتى للتآمر على حقوق الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، رغم التحذيرات والتنبيهات التي ما فتئت جبهة البوليزاريو تطلقها في عدة مناسبات.

وهو ما قاده لمطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالإسراع في فرض ضغوطات أكبر على دولة الاحتلال لحملها على الامتثال لمقتضيات الشرعية الدولية، وتمكين بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية “مينورسو” من تنفيذ المهام الموكلة لها في خطة التسوية الأممية ــ الإفريقية لسنة 1991.

كما طالب الأمين العام لجبهة البوليزاريو، باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النّار في ثغرة الكركرات. كما جدد الرئيس غالي، تحميل إسبانيا المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن استمرار الاحتلال في الصحراء الغربية، والتي لا يمكن لها التنصل منها من جانب واحد إلى غاية تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير.

و في السياق موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، المنحاز للأطروحات المغربية الواهية. وشدد في نفس السياق على ضرورة احترام الاتحاد الأوروبي لقرارات محكمة العدل الأوروبية، بخصوص عدم شرعية الاتفاقيات التي يبرمها مع المغرب وشملت إقليم الصحراء الغربية المحتل. كما شدد على ضرورة تحرك الاتحاد الإفريقي لتطبيق ما يتضمنه قانون ميثاقه التأسيسي خاصة فيما يتعلق بالبند الذي ينص على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار.

ولأن الثورة طويلة الأمد والحرب حرب أجيال فقد ذكر الرئيس غالي، أن التجربة الصحراوية تسجل بافتخار التواصل الطبيعي والضروري بين الأجيال، مؤكدا أن جبهة البوليزاريو التي هي منظمة تحرر وطنية أصبحت اليوم، قوية ووازنة وتمثل روح الشعب الصحراوي الذي يمثل بدوره جبهة البوليزاريو. وخلص إلى أن 50 عاما من التشبث بخيار الكفاح والصمود مهما كلف من تضحيات وتطلب من زمن حتى بلوغ الهدف المنشود، دليل قاطع على حتمية الانتصار والتتويج ببسط السيادة الصحراوية على كامل التراب الوطني.

للإشارة فقد عرّج الرئيس الصحراوي في كلمته التي تجاوزت 40 دقيقة، على مسار ومحطات كفاح الشعب الصحراوي بداية بتأسيس جبهة البوليزاريو في العاشر ماي 1973، تم بعدها بعشرة أيام أي في 20 من نفس الشهر والعام، اندلاع الكفاح المسلّح ضد المستعمر الإسباني ثم مواصلة الكفاح ضد الاحتلال المغربي، مرورا بإعلان قيام الدولة الصحراوية وصولا إلى وقف إطلاق النّار، ثم بعد 30 سنة استئناف الكفاح المسلّح في 13 نوفمبر 2020، على إثر خرق المغرب لوقف إطلاق النّار والمستمر إلى يومنا هذا.

ومن جهة أخرى رحب بالوفود الأجنبية المشاركة وجّه الرئيس الصحراوي، تحيّة خاصة للجزائر ورئيسها عبد المجيد تبون، مثمّنا موقفها المنسجم بالكامل مع مقتضيات الشرعية الدولية. وحضرت الجزائر كعادتها بوفد تضامني كبير يضم ممثلين عن غرفتي البرلمان ورؤساء وممثلين عن أحزاب سياسية، إضافة إلى مشاركة العديد من مؤسسات المجتمع المدني.

شهدت الاحتفالات تقديم عروض عسكرية مختلفة حملت في طياتها رسائل واضحة تؤكد تمسك الشعب الصحراوي بقيادة جبهته، بحقه في الاستقلال والحرية واسترجاع حقوقه المغتصبة بكل الطرق المشروعة وعلي رأسها الكفاح المسلّح.

وكانت الاحتفالات بحضور وفود أجنبية من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ممثلة بالخصوص في مؤسسات المجتمع المدني المتضامنة مع عدالة القضية الصحراوية، إضافة إلى حضور إعلامي دولي من مختلف وسائل الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *