الطرق العاصمية “تنفجر” بسبب التكدّس المروري!

هاجر ريم

بعد انقضاء العطلة الصيفية و عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، عادت الطرقات بالجزائر العاصمة إلى واقعها المرهق، بسبب زحمة السير، السيناريو القديم الذي نشهده كل يوم منذ الصباح الباكر، حتى نهاية اليوم، و هذا ما يثير قلق و توتر العديد من الجزائريين، و أحيانا يشتد العنف و الشجار.
رغم جهود الدولة في إنجاز طرقات جديدة لتسهيل حركة المرور، إلا أن الحالة أصبحت خطرة في ظل الكابوس الذي يستيقظ عليه الجزائريون كل يوم، حيث أكدت احصائيات أمن المرور عن وجود 100 نقطة سوداء تتسبب في في الإختناق المروري بالعاصمة.

و في هذا السياق، يقول أحد مواطني الجزائر العاصمة أن ذلك راجع إلى ضيق الشوارع و طابعها القديم حال دون الإمكان من توسيعها لتسهيل حركة المرور، ومازاد الطين بلة هو عودة التلاميذ إلى الدراسة لتنفجر بهم الشوارع و الطرقات، و في عبارة قالها ” و الله كرهنا ومكاش الحل”.
وهنا يبقى السؤال مطروح أين ذهبت كل تلك الأموال التي ضخت من قبل الدولة في سبيل تعبيد الطرقات و صيانتها. فمظاهر الإختناق المروري لا تعد جديدة العهد، فقد طغت على كل المدن الجزائرية و أصبحت تزعج المواطنين من اكتظاظ السيارات مع رداءة الطرق و العاصمة التي أصبحت لا تستوعب هذا الكم الهائل من السيارات، أين أصبح الكثير يفضل المشي على الأقدام، وما زاد من انزعاج المواطنين هو توقف الميترو منذ أكثر من سنتين الذي كان يقلص من ساعات الإزدحام و يشكل مربحا أساسيا للوقت، حيث كان المواطنين ينتظرون استكمال الشطر الثاني من تمديده ليصل إلى مدينة درارية إلا أنهم تفاجئوا بغلقه!
فالذي يبدو أن الحكومة و رغم تعاقبها إلا أنها فشلت في حل أزمة السير.

و الجدير بالذكر، أنه لن يكون الحل إلا بالتفكير في أفكار جديدة وحديثة و “علمية”، فلا مجال للتفكير في الحلول الإعتيادية “الكلاسيكية” لفك هذه الأزمة ك”سياسة البريكولاج” و “الترقيعات” التي شهدنها فيما مضى ولم ينتج عنها إلا اهتراء الطرقات و تشويهها و بالتالي زيادة صعوبة التنقل و ازدحام المرور، و عليه لابد من البحث عن حلول جذرية تقوم على أساس دراسات علمية مبتكرة حديثة، تتجاوز صور السيناريوهات السابقة العهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *