الندوة الدولية حول قلب الطفل.. الوقاية والتشخيص المبكر وتكوين الأطباء الجراحين للقضاء على مرض “رباعية فالو”
فضيلة_ن

خصصت الطبعة الثالثة من الندوة الدولية حول قلب الطفل التي احتضنها اليوم الجمعة فندق الأوراسي، ورشات تطبيقية تكوينية حية للأطباء الشباب، باستعمال قلب اصطناعي تحت إشراف أكفأ واشهر الجراحيين في العالم، في صدارتهم البروفسور الإيطالي “اليساندرو فريجيولا”، كما دعا المشاركون إلى ضرورة التشخيص المبكر للمرض وقبل أن يولد الطفل، على خلفية أنه يمكن بداية علاجه عندما يكون جنينا، وراهن المشاركون من مختصين على أهمية التشخيص المبكر.
نظمت هذه الندوة التي تكتسي أهمية كل من مؤسسة “ابني” المنظمة غير الربحية بالتنسيق والتعاون مع جمعية “آدم” لمساعدة المرضى المعوزين وتحت الرعاية السامية لوزير الصحة، وأثارت الندوة مسألة الحديث عن تشوه “رباعية فالو”، بحضور خبراء وطنيين ودوليين لتبادل المعارف حول أحدث التطورات الطبية والجراحية المتعلقة بمرض القلب الخلقي، والجدير بالإشارة، فإنه توجد 4 تشوهات يتطلب في البداية عملية تشخيصها الجيد.
وفي مداخلة قدمها البروفسور الإيطالي اليساندرو فريجيولا، شدد على أهمية التكوين وتطوير الكفاءات كركيزة هامة لترقية التكفل الطبي الجيد، لأن كل عملية جراحية تختلف حسب حالة كل مريض من الأطفال، وعلى ضوء خبرته الممتدة على نحو 5 عقود كاملة، تحدث عن أهمية تقييم التشخيص الكلينيكي، واعترف أنه ما يناهز نسبة 80 بالمائة من المصابين بهذا المرض، يعالجون من طرف أطباء القلب وليس الجراحين.
من جهته البروفسور رؤوف دنغير من تونس، تطرق بدوره إلى تطوير التكفل بالمرضى، مستعرضا مسار الخبرة التونسية، كما وقف البروفسور على تحدي تكثيف مراقبة المرض لمواجهة أي تعقيدات. وأشار بالموازاة مع ذلك إلى التقنيات الجراحية المستعملة منذ عام 1995 في “جراحة فالو”.
بينما البروفسور مريم مصطفى قارة من وهران، تناولت تجربة الجزائر في علاج هذا المرض أو ما يصلح عليه بالمرض الأزرق، واقترحت التشخيص الدقيق وتسيير هذا المرض على مدار ثلاث مراحل من حياة المريض أي مع بداية المرض ثم قبل العلاج وكذا بعد العلاج.
في حين البروفسور بوزيد عبد المالك المختص في جراحة القلب بالمؤسسة الاستشفائية العمومية ببئر مراد رايس في حديثه عن مرض تشوه رباعية فالو، اعتبر أن هذا التشوه يعد الأكثر انتشارا من جميع أمراض القلب الأخرى في العالم والجزائر، وهذا المرض يبرز في أعراض بلون ازرق، والتشخيص والعلاج الطبي والجراحي يختلف حسب الصفة التي يظهر بها هذا التشوه الخلقي،وأفاد البرفسور أنه توجد هيئات مختصة تتابع هذا المرض ويكون التكفل بها بسيطا، ولكن في الكثير من الأحيان التكفل يكون نوعا ما صعبا من ناحية التشخيص وأكثر صعوبة من ناحية العلاج الجراحي. مشيرا إلى وجود في مرض القلب المتمثل في “رباعية فالو” أربع خصائص لهذا التشوه.
واعترف البرفسور بوزيد بالموازاة مع ذلك بالمشكل المطروح لحد اليوم والمتمثل في غياب مؤسسة استشفائية عمومية متخصصة لجراحة القلب للأطفال تعمل في القطاع الصحي، وذكر أن المؤسسة الوحيدة المتواجدة بالقطاع العام التي تتكفل بجراحة القلب للأطفال هي المؤسسة الاستشفائية التابعة الصندوق الوطني للأجراء “الكناص” ببوسماعيل بينما بقطاع الصحة لا توجد مؤسسة عمومية، وطرح تحدي تكوين الإطارات الطبية والشبه الطبية القادرة على التكفل بهذه التشوهات. وقال البرفسور، أن التكفل المباشر بالمرضى يفضي إلى تمكين الطفل أن ينمو طبيعيا ويحيى حياة طبيعية.
وعلى هامش الندوة أكد كل من الدكتور نور الدين بن ديب رئيس جمعية “أدم” الخيرية وبرفقة الدكتور عبد المجيد كرار الرئيس الشرفي والمؤسس الأول للمؤسسة،أن الجمعية تسهر على تقديم المساعدة للمرضى وتحرص على التكوين خاصة بالنسبة لكل من فقدوا أبصارهم، وأفاد الدكتور ديب أن العديد من الجراحين للقلب حضروا، وهدفهم الجوهري تكوين الأطباء الجراحين، فيما وتحدث الدكتور عبد المجيد كرار، عن أهمية الوقاية والتشخيص المبكر والصحيح للمرض من أجل وضح حد نهائي لهذا المرض.