رئيس الدولة السابق بن صالح في ذمة الله.. أبرز محطات الرجل
كوثر خليدة

انتقل رئيس الدولة الجزائري عبدالقادر بن صالح إلى رحمة الله اليوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021، وذلك بعد مسيرة حافلة شغل خلالها المرحوم عدة مناصب، كان آخرها رئيس مؤقت للجمهورية الجزائرية.
وقد ولد بن صالح في 24 نوفمبر 1941 ببني مسهل، بلدية “المهراز”، دائرة فلاوسن، ولاية تلمسان.
تلقى تعليمه الإبتدائي في عين يوسف التابعة حاليا لدائرة الرمشي.
ليلتحق بعدها بصفوف جيش التحرير الوطني، وذلك سنة 1959، وهو لم يبلغ 18 بعد، تلقى تكوينه الأول بمدينة (العرايش) قبل الانتقال إلى قاعدة جيش التحرير الوطني (بزغنغن) القريبة من الناظور (المغربية)
التاريخية.
وبعد استرجاع السيادة الوطنية في 1962، طالب بتسريحه من جيش التحرير الوطني، ليستفيد بعدها من منحة دراسية إلى الشرق الأوسط، في كلية الحقوق بجامعة دمشق.
وبعد حصوله على شهادة الليسانس، بدأ رحلته المهنية كصحفي بيومية “الشعب”.
ومن أبرز المناصب التي تقلدها بن صالح في حياته المهنية:
صحفي بالجريدة الوطنية اليومية “الشعب”، سنة 1967
مراسل ومدير مكتب الشرق الأوسط لمجلة “المجاهد” (الأسبوعية) وجريدة “الجمهورية” (اليومية)
من 1968 إلى 1970.
كما شارك في الكتابة في عدة جرائد مجلات عربية.
ليعين بعدها بين 1970 و 1974 مديرا للمركز الجزائري للإعلام والثقافة ببيروت (لبنان)، حيث أشرف على إصدار مجلة “الجزائر: أحداث ووثائق”.
كما عين في نفس الفترة، مديرا عاما للجريدة الوطنية اليومية “الشعب”.
انتخب بعدها بن صالح سنة 1977، نائبا عن ولاية تلمسان (دائرة ندرومة)، لثلاث عهدات متعاقبة، كما تولى مسؤولية رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني لمدة عشرة سنوات.
تقلد بعدها منصب سفير للجزائر لدى المملكة العربية السعودية وممثل دائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامي (بجدة) سنة 1989.
وفي سنة 1993 أصبح مديرًا للإعلام وناطقًا رسميًا لوزارة الشؤون الخارجية.
وفي أكتوبر من نفس السنة، عين عضوا وناطقا رسميا “للجنة الحوار الوطني” التي قادت الحوار والتشاور بين مختلف القوى السياسية وممثلي المجتمع المدني، وأعدت ندوة الوفاق المدني (فيفري 1994) التي انبثقت عنها أرضية الوفاق الوطني التي قامت بموجبها هيئات المرحلة الانتقالية في مرحلة الأزمة التي واجهت البلاد يومها.
وفي ماي 1994 تم إنشاء المجلس الوطني الانتقالي (برلمان المرحلة الانتقالية)، ليتولى فيه بن صالح مهام التشريع خلال المرحلة الانتقالية (لمدة ثلاث سنوات).
كما انتخب في ذات الوقت رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي.
أسس بعدها بن صالح رفقة عدة مناضلين، حزب التجمع الديمقراطي، وذلك سنة 1997، لينتخب رئيسا له.
ليقود بعدها بن صالح قائمة حزبه في الانتخابات التشريعية التعددية وانتخب نائبا عن ولاية وهران.
وفي جوان من نفس السنة، انتخب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني (في أول مجلس تعددي)، حيث قام بعدة نشاطات ومهام سياسية داخل وخارج الوطن، خولته لينتخب رئيسا للإتحاد البرلماني لمدة عامين، وذلك في فيفري 2000.
وفي سنة 2002، انتخب مرة أخرى نائبا عن ولاية وهران.
وفي جويلية من نفس السنة انتُخب بن صالح بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة (مجلس الشيوخ) بعد تعيينه من قبل رئيس الجمهورية ضمن الثلث الرئاسي.
وفي سنة 2004 أُعيد انتخابه بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة.
لينتخب في نهاية ذات السنة رئيسا للاتحاد البرلماني الإفريقي.
وفي جانفي 2007، انتخب للمرة الثالثة بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة.
وبعد التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في 29 ديسمبر 2015 ، تمت إعادة انتخابه رئيسا للمجلس للمرة السادسة على التوالي في 2016، بإجماع الأعضاء.
عين بعدها رئيسا لهيئة المشاورات الوطنية من طرف رئيس الجمهورية في أفريل 2011.
في سنة 2013 تمت دعوته لتولي الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي لمدة سنتين على غاية جوان 2015، أشرف خلالها علث تمثيل رئيس الجمهورية في العديد من القمم والمؤتمرات الدولية.
نال عبد القادر بن صالح عدة تشريفات وأوسمة سواء في الداخل أو الخارج.
حيث قلد بوسام جيش التحرير الوطني، ووسام الاستحقاق الوطني. كما تقلد عدة أوسمة من رؤساء عدة دول شقيقة.
ونظير جهوده في المجالين المجالين السياسي والبرلماني سلّمت له جامعة شونغ نام « Chungnam » ثاني أكبر جامعة في كوريا الجنوبية شهادة دكتوراه فخرية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.