زلزال سياسي في فرنسا بعد اقتراب حزب اليمين المتطرف من السلطة … أي تداعيات على العلاقات الفرنسية الجزائرية؟

أمينة هيشور

 

تشهد فرنسا في الفترة الأخيرة تحولات سياسية جذرية قد تؤثر بشكل كبير على علاقاتها الدولية، لا سيما مع الجزائر. مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يبدو أن حزب اليمين المتطرف، بقيادة مارين لوبان، يقترب من السلطة بشكل غير مسبوق. هذا التحول السياسي المحتمل يثير تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات الفرنسية الجزائرية، التي تتميز بتاريخ معقد ومتشابك.

تعود أسباب صعود اليمين المتطرف في فرنسا إلى عدة عوامل على رأسها الأزمة الاقتصادية حيث تعاني فرنسا من تباطؤ اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، مما يدفع الناخبين للبحث عن حلول جديدة وجذرية. كذلك مشكلة الهجرة والأمن حيث ان تزايد الهجرة والتهديدات الأمنية جعلت من قضية الهوية الوطنية والأمن الداخلي موضوعات رئيسية في الخطاب السياسي، ايضا الاستياء من النخبة السياسية التي تعكسها تراجع الثقة في الأحزاب
التقليدية دفع الكثيرين نحو خيارات سياسية جديدة.

إذا ما تمكن حزب اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة، فإن العلاقات الفرنسية الجزائرية قد تشهد تحولات كبيرة، بداية بالسياسات الهجرية فمن المتوقع أن يتبنى اليمين المتطرف سياسات هجرية أكثر صرامة، مما قد يؤثر على الجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا.

ايضا في الشق الاقتصادي قد تتأثر العلاقات الاقتصادية بين البلدين. من الجانب الجزائري، فإن الحكومة والمجتمع المدني يراقبان عن كثب تطورات المشهد السياسي في فرنسا. قد تتخذ الجزائر خطوات استباقية لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي كنوع من التحوط ضد أي تغييرات سلبية محتملة. كما قد تسعى الجزائر لتعزيز علاقاتها مع قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا.

وعلق فريد بن يحيى، مختص في العلاقات الدولية ” أن حكومة التجمع الوطني ستسمم علاقة فرنسا مع الجزائر، لأن صعود اليمين المتطرف في أوروبا هو موجة عميقة قادمة ”
وأضاف ” ان الوضعية في فرنسا تبعث على القلق لان هناك خطر على الجمهورية الفرنسية يكمن في ان اليمين المتطرف يمكن ان يخرج من الاتحاد الأوروبي و قطع العديد من الاتفاقيات الأوروبية خاصة الشركات الكبرى الأمريكية والأوروبية ”

الانتخابات الفرنسية القادمة تحمل في طياتها الكثير من الغموض والتحديات. صعود حزب اليمين المتطرف قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على العلاقات الفرنسية الجزائرية. يبقى الأمل في أن يتغلب العقل والحوار على التوترات، وأن يستمر البلدان في بناء جسور التعاون والتفاهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *