سميرة بوجلطي
اختُتمت فعاليات الطبعة الثانية عشرة من مسار وهران بكلمة لوزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطّاف، الذي أكد أنّ الجزائر تعتبر هذا المسار ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، ولتوحيد المواقف داخل مجلس الأمن الأممي.
وفي مستهل كلمته، عبّر عطّاف عن “بالغ تقدير الجزائر وتمام عرفانها” للحضور القوي والمشاركة الوازنة للوفود الإفريقية والدول الشريكة، مشيدًا بشكل خاص بمسؤولي الاتحاد الإفريقي، وبالأعضاء الأفارقة الحاليين والمرتقبين في مجلس الأمن.
كما نوّه الوزير بـ“المشاركة اللافتة لأول مرة” لممثلي الدول المنتخبة لعضوية مجلس الأمن من خارج القارة، ويتعلق الأمر بمملكة البحرين، جمهورية كولومبيا، وجمهورية لاتفيا، مقدّمًا لهم “التهاني الحارة” ومتمنّيًا لهم التوفيق في مهامهم.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنّ الحضور الكبير في هذه الدورة يشكّل “أبلغ دليل على الصدى الواسع لمسار وهران” دوليًا وقاريًا، وهو ما يعكس، بحسبه، الدور المتنامي للجزائر وهي تتصدر هذا المسعى الوحدوي الرامي إلى “تعزيز تأثير الصوت الإفريقي” داخل المنابر متعددة الأطراف.
وتوقف عطّاف مطولًا عند أبرز التحديات الأمنية التي تواجه القارة اليوم، والمتمثلة في “التغييرات غير الدستورية للحكومات، وآفة الإرهاب، والتدخلات الخارجية”، مؤكدًا أنها “ثلاثية تطغى بتداعياتها على المشهد الأمني للقارة” وتستدعي تفعيل حسّ الواجب القاري وروح المسؤولية الجماعية.
وفي هذا السياق، ثمن الوزير ما خلصت إليه النقاشات من “حتمية إعادة تموضع الاتحاد الإفريقي” كفاعل رئيسي في تسوية النزاعات، مشددًا على أن “مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية” لم يعد مجرد طموح، بل “خيار إستراتيجي” لحماية القارة من الاستقطابات الدولية المتصاعدة.
كما أبرز أهمية تعزيز العلاقة التكاملية بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجموعة الأعضاء الأفارقة الثلاث في مجلس الأمن الأممي، معتبرًا أن وحدة الموقف داخل المؤسستين ضرورية لرفع سقف التأثير الإفريقي على مستوى القرار الدولي.
وقال عطّاف إن التجربة الجزائرية خلال عضويتها في مجلس الأمن قامت أساسًا على “الحفاظ على وحدة الصف والصوت الإفريقي”، موجّهًا التحية للصومال وسيراليون على دعمهما لهذا المسعى، ولجمهورية غويانا التي “قوّت نبرة الصوت الإفريقي داخل المجلس الأممي”.
واختتم الوزير كلمته باستحضار وصيّة الزعيم الإفريقي الراحل جوليوس نيريري:
> “الوحدة قد لا تجعلنا أغنياء، لكنها تجعل من الصعب تجاهل الدول والشعوب الإفريقية”.
