كيف يتعامل الأولياء مع نتائج أبنائهم ؟

حاورتها أميرة ناجي

نستضيف اليوم المستشارة التربوية والأسرية والمدربة والمؤلفة نبيلة بن سالم .

أرحب بك الأستاذة نبيلة بن سالم في هذا الحوار الذي يجمعني بك للحديث في موضوع كيفية تعامل الأولياء مع نتائج أبنائهم .

شكرا أولا على هذا الموضوع المهم جدا المتعلق بالأسرة والتلاميذ والنتائج سواء كانت جيدة أو سيئة .

بداية كيف يتعامل الأولياء مع نتائج أبنائهم ؟

كما ذكرت في حديثك هناك كثير من الأسر والمربين وحتى المعلمين يتعاملون من منطلقين سواء المكافئة أو العقاب .

المكافئة بالنسبة للتلاميذ المتحصلين على نتائج جيدة والعقاب طبعا للتلاميذ المتحصلين على نتائج ضعيفة ، قبل أن نتكلم عن المكافئة والعقاب يجب أن نعالج الإشكالية الثانية ، ونطرح السؤال لماذا أصلا يوجد عقاب .

يوجد عقاب لأنه توجد نتائج سيئة ، يجب على المربي سواء كان أب أو أم أوحتى المعلم أن يبحث عن الأسباب أولا قبل أن يبحث عن المكافئة والعقاب ، مع العلم أن المكافئة وحتى العقاب ليس من أسس التربية السليمة الإيجابية .

ربما يندهش الكثير لما نقول أن حتى المكافئة لها أثر سلبي على الطفل حتى إن تحصل على نتائج جيدة في الامتحانات أو في معدله الفصلي  ، لأنه هذا الأمر يجعله يعمل من أجل مقابل وهذا ليس في مصلحة الطفل ، أولا لأننا نحن نعمل في هذه المرحلة خاصة في المرحلة الابتدائية على بناء شخصية الطفل بطريقة سوية ، معناه إذا كلما قدم الطفل شيئ جيد نكافئه ، سوف يعمل من أجل المكافئة وليس من أجل نفسه .

لذلك مهم جدا أن يعلم الأولياء أبنائهم وحتى المعلمين أيضا يعلمون التلاميذ أنهم يدرسون من أجل أنفسهم وليس من أجل الأم والأب ، لذلك يجب تدريب الطفل أن لا يعمل من أجل الحصول على بطاقة استحسان أو مكافئة أو هدية أي كان نوعها ، هذا بغض النظر عن نوع المكافئات لأننا للأسف دائما نلجأ للمكافئات المادية ، لابد أن ندرس نوع المكافئات ، نستطيع أن نكافئ الطفل دون اللجوء إلى الأشياء المادية ، ممكن رحلة في قارب مثلا على البحر تكون كهدية معنوية للطفل .

الهدايا المادية تجعل الطفل مادي أكثر تجعل الطفل يبحث دائما على العمل الجيد من أجل أن يحصل على تلك المكافئة ، أما العقاب أمر آخر لأن العقاب مرفوض رفضا تاما في العملية التربوية السليمة لأن النتيجة السيئة هي نتيجة وليست سبب ، معناه أن الطفل عندما يتحصل على هذه النتيجة ، هذا راجع للعامل النفسي أو البدني أو الاجتماعي وكذا العامل التعليمي .

هل يتسبب ضغوط الأولياء في فشل التلميذ ؟

طبعا الضغوط تؤثر كثيرا على نفسية التلميذ بالتالي على نتيجته ، دائما في فترة ماقبل الامتحانات نجد الأسرة كلها في حالة تأهب فالبتالي ذلك القلق والضغوط التي تشعر بها الأم خاصة لأنها هي الأقرب والمتابعة لطفلها أكثر من الأب ، سوف يؤثر على التلميذ ، نفس الشيئ لما يذهب إلى المدرسة يجد ضغوطات أخرى من نوع آخر من المعلمة فهو يخرج من الضغط ويدخل إلى الضغط ، فأكيد ومؤكد منه مئة بالمئة يؤثر في الضغط على نفسيته ، فالبتالي سوف تؤثر على نتيجته .

إلى أي حد تعكس النقاط المتحصل عليها مستوى التلميذ ؟

هي لا تعكس مستوى التلميذ بقدر ما تعكس الطريقة الصحيحة والخاطئة لكيفية إيصال المعلومة لديه ، ليس كل طفل يتحصل على نقاط غير جيدة هو طفل ضعيف المستوى أو غبي بالعكس يمكن جدا أن يكون الطفل ذكي لكن الأولياء أو المعلم لم يتعرفوا على مفتاحه الحقيقي .

هل من الضروري التعرف على نمط التلميذ ؟

مهم جدا أن نتعرف على نمط التلميذ ، أتمنى أن يكون هناك تكوين للمعلمين وللمربيين للتعرف على أنماط التعلم عند الطفل ، بهذه الطريقة تستطيع المعلمة التعرف على نمط التلميذ بمجرد رؤيته إذا كان نمطه حسي أو بصري .

هل الحشو في البرنامج والحجم الساعي للدراسة لهما دور في تراجع نتائج التلاميذ ؟

الحشو وكثرة الدروس لما تتراكم لتلميذ يبلغ عمر 6، 7 ، 8 ، 9 سنوات يجب أن يتعلم التلميذ الأساسيات أولا لابد أن يكون البرنامج مضغوط ويكون فيه حشو لا يستطيع التلميذ إدراك المعلومة إدراك حقيقي ، لأن الكم الهائل من المعلومات التي يدرسها الطفل في سن صغير وتقديمها بطريقة مجردة يعني فقط كتابة أو كلام بدون أي تطبيق أو تجارب علمية أو أشياء محسوسة سوف تؤثر كثيرا على إدراك أو تجارب الطفل .

هل يمكن استغلال العطلة لتدارك مافات ؟

العطلة جاءت من أجل أن يأخذ التلميذ قسط من الراحة ، لكن يستطيع التلميذ المراجعة بشرط أن لا يضغط عليه ، ممكن عن طريق برنامج معين ممكن عن طريق ساعة واحدة أو أكثر لأن الطفل تعب من وجود ضغوطات في المدرسة من البرنامج المكثف ، من الحشو الموجود ، من الامتحانات ، ومن الضغط الذي يتلقاه في البيت بعد خروجه من الامتحانات وتحصله على نتائج متوسطة أو سيئة ، بذلك يشعر التلميذ أنه كاهل وثقيل بمسؤوليات أكبر منه ، فتعويض تلك النتائج السيئة التي تحصل عليها في العطلة المدرسية ، أنا أقول سوف تكون نتائج عكسية .

كيف يمكن إنقاذ التلميذ الذي لم يتحصل على نتائج جيدة في الفصل الأول ؟

هو تكملة للسؤال السابق ممكن خلال العطلة استغلال وقت مع الطفل ، ممكن من خلال الدعم النفسي ، لأن الطفل عندما لا يتحصل على علامات جيدة سيشعر بإحباط وخاصة ثقته في نفسه تنخفض عنده فلابد أن لا يحصل هذا الأمر بالعكس يجب العمل على إكساب الطفل الثقة بالنفس ومتابعته ومرافقته دون ضغط ، لأن الضغط هو الذي يأتي بنتائج سلبية .

هل هناك توجيهات معينة يمكنك أن تقدميها للأسرة أو مفاتيح لتحصيل دراسي إيجابي يكلل بالنجاح ؟

نعم إذا كان الطفل أو التلميذ تحصل على نتائج سيئة ، متوسطة أو دون المتوسط من المهم أن نعمل معه خطة علاجية أولا يجب تحديد نقاط قوته ونقاط ضعفه ، ندعم نقاط القوة ثم نبحث عن حلول لنقاط الضعف .

على الأولياء تحديد أهدافهم مثلا وضع خطة من أجل تحسين مستوى الطفل إذا كانت هناك دروس مبهمة ليس من الضروري حفظ كل الدرس ، ممكن تلخيص النقاط الأساسية و المهم فهم هذا الدرس ، من المهم أيضا أن يهتم المعلم بالأداء الفردي لا يركز فقط على الأشخاص المتحصلين على نقاط جيدة ويترك البقية حتى في وقت الراحة .

على المعلم أن يتقرب ويبحث مع التلميذ عن الأسباب لأن العامل النفسي مهم جدا ، فكثير من الدراسات أثبتت أن العامل النفسي و الإجتماعي يؤثر على التحصيل الدراسي بالإيجاب أو بالسلب .

فعلا النجاح مكسب من المهم أن نحافظ عليه والفشل درس نتعلم منه ، شكرا جزيلا أستاذة نبيلة بن سالم على هذه النصائح والتوجيهات القيمة التي نأمل أن يستفيد منها الأولياء والأبناء على حد سواء .

العفو ، أتمنى ذلك الشكر لك أيضا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *