مظاهرات 11 ديسمبر1960 المنعرج الحاسم في مسار الجزائر
سماح بلعريبي
أحيا الجزائريون اليوم ذكرى 11 ديسمبر التي خرج فيها الشعب الجزائري للتعبير عن تمسكه بالثورة التحريرية، وتأكيدا بمبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال” شارل ديغول” بأن الجزائر جزء من فرنسا، وضد المعمرين الفرنسيين الذين رسخت أذهانهم بفكرة الجزائر فرنسية ،وقامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما خلف سقوط العديد من الشهداء
وبرهن النضال الجزائري لفرنسا وللعالم أجمع مدى تعلق الجزائريين وتلاحمهم مع ثورتهم ،كما وضعت هذه المظاهرات حدا لسياسة المناورات و الأكاذيب التي قدمها الجنرال الديغولي
من جهة ،أفشلت فكرة الجزائر فرنسية وانهيار اسطورة التفوق الاستعماري وبداية العد التنازلي للرحيل من الجزائر ،أما على المستوى الدولي فقد برهنت المظاهرات الشعبية على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني، واقتنعت هيئة الأمم المتحدة بادراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها وصوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية الى تضليل الرأي العام العالمي،
من جهة أخرى، دخلت فرنسا في نفق من الصراعات وتعرضت الى عزلة دولية بضغط الشعوب، الأمر الذي أجبر شارل ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير وهو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري.