افتتاحية مجلة الجيش: أهل لوديعة الشهداء
أحمد مداني
أكدت افتتاحية مجلة الجيش لعدد شهر جويلية، أن أبناء الجزائر شديدو الحرص على حفظ أمانة الشهداء الغالية وصون الوديعة التي لا تقدر بثمن مثلما أكده رئيس الجمهورية.
وجاء في الافتتاحية التي حملت عنوان “أهل لوديعة الشهداء” والتي خصصت للذكرى الـ 62 للاستقلال واستعادة السيادة الوطنية : “يا ليت الشهداء يعودون وهم الذين فجروا الثورة ببنادق صيد, ليروا التطور الكبير الذي أحرزه الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, مثلما عبر عنه رئيس الجمهورية, وليتهم يعودون ليشهدوا ما حققته الجزائر من تطور في بضع سنوات وليكتشفوا أن إرهاصات العهد الجديد أصبحت واضحة للعيان في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة”.
كما لفتت المجلة إلى أن القاطرة الرئيسية لهذا المسار هم الشباب الذين “فتحت الأبواب واسعة أمامهم للمساهمة في النهضة الوطنية المنشودة, لاسيما عبر مؤسساتهم الناشئة, في رسالة واضحة مفادها أن الجزائر تراهن على شبابها الغيور على وطنه, وهي كلها ثقة أنه بفضل وعيه وعزيمته وإبداعه, قادر على المضي بالبلاد قدما إلى مصاف الدول الصاعدة”.
وعليه -تضيف الافتتاحية– “وإذ نستحضر هذه الذكرى الغالية, حري بنا جميعا أن نضع نصب أعيننا ونحن نواجه مختلف التحديات ونبذل المزيد من الجهود على كل المستويات وفي مختلف المواقع, التضحيات الجسام التي قدمها أسلافنا الميامين لكي تحيا الجزائر على الدوام حرة أبية, ينعم شعبها بالاستقلال والسيادة على أرضه ويبقى شبابها حاملا الجزائر في قلبه يقظا, حريصا على تقديم كل ما يملك من علم ومعرفة وإبداع لصنع جزائر التميز, قادرا على حفظ إرث الأولين والدفع بجزائر الشهداء إلى مصاف الدول التي يحسب لها ألف حساب”.
وفي هذا الإطار, ذكرت الافتتاحية أن الجزائر “استعادت السيادة على أراضيها كاملة غير منقوصة بعد ثورة تحرير عظيمة”, مشيرة إلى أنه “بقدر التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا لافتكاك الاستقلال الذي تحتفي هذا الشهر بذكراه الثانية والستين, يحرص أبناء الجزائر شديد الحرص على حفظ أمانة الشهداء الغالية وصون الوديعة التي لا تقدر بثمن”.
وعرجت في هذا الشأن على ما أكده رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, عبد المجيد تبون حين قال أن “ذكرى استقلالنا الوطني لتبعث فينا الهمة والإدراك لمعنى أن يكون لك وطن بحجم ومكانة الجزائر, هذا الوطن العظيم الذي لم يخذله أبناؤه في أحلك ظروفه وكلما استدعاهم لمهمة لبوا نداءه, هذا الوطن الذي بث فينا جميعا روح الإقبال عليه والامتثال لأحكامه كلما كان الموعد دقيقا وحاسما لتكون جديرين بالانتماء إليه”.
كما تعد هذه الذكرى أيضا مناسبة “يتعين علينا خلالها دائما وأبدا ألا ننسى حجم التضحيات المقدمة من قبل أولئك الرجال البواسل الذين انتصروا بالنزر اليسير من الإمكانيات, ولكن بالكثير من الإرادة والعزيمة, على إحدى أعتى قوى الاستعمار وأبشعها في التاريخ الحديث حتى تكون لنا هذه التضحيات نبراسا نستنير به من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات التي تروق بجيشنا وبنبل المهام الدستورية العظيمة الموكلة له”, مثلما كان قد أكده رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة.
كما اعتبرت الافتتاحية أنه “ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن موعد تخرج دفعات جديدة من مختلف هياكل التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي, في كل سنة, مع عيد الاستقلال والشباب باعتبارها مناسبة يجدد فيها جيشنا الباسل, جيلا بعد آخر, العهد الذي قطعه على نفسه بالذود عن الجزائر والدفاع عنها مهما كان الثمن”.
وأشارت في السياق ذاته إلى أن “دأب الجيش الوطني الشعبي على تسمية الدفعات المتخرجة بأسماء من وهبوا حياتهم قربانا لتحيا الجزائر حرة مستقلة يعد تقليدا لتخليد حسن صنيع شهدائنا الأبرار ومجاهدينا, في رسالة واضحة تثبت التواصل ونقل رسالة الأسلاف إلى الشباب لتتوارثها الأجيال المتعاقبة”.
ويضاف هذا “التشبث بالقيم الوطنية النبيلة المستلهمة من مبادئ ثورة أول نوفمبر الخالدة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة للجيش الوطني الشعبي لترقية التكوين وجعله في مستوى التحديات العصرية والتطور المتسارع الذي تعرفه التكنولوجيا, وهو ما يفسر المستوى الرفيع والراقي الذي بلغته قواتنا المسلحة على درب العصرنة والتطوير والاحترافية, والتحكم في منظومات الأسلحة ذات التكنولوجيا العالية وتنفيذ التمارين التكتيكية بمختلف النواحي العسكرية بنجاح واقتدار”.
وبذلك –تؤكد افتتاحية مجلة الجيش– “يثبت أبناء الجيش الوطني الشعبي في كل مرة أنهم بحق أهل لحمل الأمانةالتي تركها أسلافهم والدفاع عنها في كل الظروف.