التشوهات الخلقية…زواج الأقارب في قفص الاتهام!!!

هدية عوادي

      تعتبر التشوهات الخلقية تكون غير طبيعي في عضو أو نسيج عند تكون الجنين، وعادة ما تكون ظاهرة منذ الولادة، أما العيوب في الأعضاء الداخلية من الجسم كبعض العيوب الخلقية للقلب أو الكلى فهي غالبا لا تظهر إلا بعد إجراء فحوصات دقيقة.  

ويعد زواج الأقارب من العوامل التي ترفع من احتمال حدوث هذه التشوهات، حيث تكون نسبة التقاء الجينات المعيبة أعلى في هذه الحالات، مما يزيد من احتمالات ولادة أطفال يعانون من مشكلات صحية.

كما قالت الدكتورة طرابسة، طبيبة عامة ، “من أبرز العيوب الخلقية التي يمكن أن تنتج عن زواج الأقارب هي العيوب القلبية الخلقية، اضطرابات الجهاز العصبي مثل الصرع، اضطرابات النمو والتطور العقلي، وعيوب الجهاز العضلي الهيكلي مثل اعوجاج العمود الفقري.” وأضافت أن هذه العيوب يمكن اكتشافها مبكرًا من خلال الفحوصات الطبية المنتظمة خلال فترة الحمل، مثل فحص الموجات فوق الصوتية وفحص الدم.

من جهتها، صرحت الدكتورة طرابسة، “يمكن للأزواج الذين تربطهم صلة قرابة تقليل مخاطر التشوهات الخلقية من خلال الخضوع لفحوصات وراثية قبل الزواج وأثناء فترة التخطيط للحمل، تساهم الفحوصات الوراثية في تحديد ما إذا كان الزوجان يحملان جينات قد تسبب أمراضًا وراثية.” وأكدت على أهمية المتابعة الطبية المنتظمة خلال فترة الحمل لإجراء الفحوصات اللازمة والكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة.

وفي تصريح للدكتور مخلوف ناجح ، أخصائي علم الاجتماع، قال “تسهم العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية في استمرار زواج الأقارب، منها التقاليد والأعراف الاجتماعية التي تعتبر الزواج داخل العائلة وسيلة للحفاظ على الروابط الأسرية الدموية والميراث، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك قلة وعي أو تجاهل للمخاطر الصحية المرتبطة بزواج الأقارب.”

وأضاف الدكتور أن لتعزيز الوعي بمخاطر زواج الأقارب بشكل فعّال، يجب تنظيم حملات توعوية شاملة تستهدف جميع فئات المجتمع وتسلط الضوء على المخاطر الصحية المحتملة، يمكن أن تشمل هذه الحملات الخطاب المسجدي بتقديم نصائح دينية في المساجد، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لنشر المعلومات الصحية الهامة، كما يجب تشجيع الفحوصات الطبية والوراثية قبل الزواج لتعزيز الوعي بأهمية التخطيط الأسري الصحيح وتقليل مخاطر التشوهات الخلقية.

إن قضية التشوهات الخلقية الناتجة عن زواج الأقارب تحتاج إلى تعاون متعدد الجوانب بين الأطباء، والمجتمع، والإعلام لتوعية الأفراد بالمخاطر الصحية والوقائية المرتبطة بهذا النوع من الزواج، والعمل على تقليل انتشار هذه الظاهرة حفاظًا على صحة الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *