استقطاب الطبقة الصامتة في رئاسيات سبتمبر…هل ستنجح في معادلة العزوف الانتخابي؟
هدية عوادي
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2024، يواجه المشهد السياسي الجزائري تحديا كبيرا يتمثل في استقطاب “الطبقة الصامتة”، وهي الفئة التي تمثل شريحة كبيرة من المواطنين الذين لم يشاركوا في الانتخابات السابقة، سواء بسبب الإحباط من العملية السياسية أو لعدم شعورهم بأن أصواتهم تحدث فرقًا، السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ستنجح هذه الانتخابات في جذب هذه الفئة إلى صناديق الاقتراع، وبالتالي تقليص معدل العزوف الانتخابي؟
يرى المحلل السياسي، الأستاذ موسى بودهان، أن استقطاب الطبقة الصامتة يتطلب تغييرات جذرية في الخطاب السياسي. ويقول: “الناخبون الصامتون فقدوا الثقة في السياسيين والأحزاب بسبب تراكم وعود غير محققة، استعادة هذه الثقة تحتاج إلى مقاربة جديدة تُركز على قضايا ملموسة تُهم المواطنين بشكل مباشر، مثل البطالة، وتحسين الخدمات العامة، ومحاربة الفساد.”
في المقابل، يشير إلى أن “الوعود الانتخابية لم تعد تكفي لإقناع الناخبين الصامتين بالمشاركة. هناك فجوة كبيرة بين الطبقة السياسية والشعب، وقد يكون من الصعب تجاوزها في الوقت الحالي بدون إصلاحات عميقة في النظام السياسي.”
من جانبه، يرى المحلل بودهان أن التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا قد يلعب دورًا في جذب الناخبين الصامتين، خاصة الشباب منهم. ويقول: “الشباب يشكلون جزءًا كبيرًا من الطبقة الصامتة، وإذا استُخدمت التكنولوجيا بشكل فعال للتواصل معهم وتوعيتهم بأهمية التصويت، فقد نرى تحولًا في مستوى المشاركة.”
تبقى قضية استقطاب الطبقة الصامتة مفتوحة على جميع الاحتمالات. فالانتخابات الرئاسية المقبلة قد تكون فرصة لتغيير هذا الواقع، ولكن ذلك يعتمد على قدرة السياسيين على تقديم رؤية واقعية ومقنعة للمستقبل تستجيب لتطلعات الشعب وتحقق لهم ما فشلت فيه الانتخابات السابقة.