مهرجان “سيرتا” للفروسية يعيد إحياء التراث العريق في قسنطينة

سميرة بوجلطي

 

تشرف وزارة الرياضة بالتعاون مع وزارة الثقافة وولاية قسنطينة، على إحياء مهرجان “سيرتا” للفروسية، من 14 إلى 28 جوان بمركز الفروسية نجم الشرق في عين عبيد. 

يعد مهرجان “سيرتا” للفروسية في طبعته الأولى بعاصمة الشرق الجزائري، قسنطينة العريقة، نهضة حقيقية تشهدها الفروسية الجزائرية، إذ يجمع بين التراث القديم والاصالة الحديثة لهذه الرياضة العريقة، التي تهدف الى تعزيز التبادل الثقافي والرياضي .
كشف فوزي صحراوي، رئيس الاتحادية الجزائرية للفروسية، في كلماته عن التطور المذهل في أعداد المنخرطين، مشيرا الى ان “الفروسية في الجزائر كانت منسية من التراث الذي كان يميزنا، خاصة بعد الثمانينات والتسعينات”، مضيفا أن الاتحادية نجحت في الارتقاء من 20 ألف منخرط في 2014-2015 إلى 100 ألف منخرط حالياً.

هدف استراتيجي لإحياء التراث

في حين، يهدف المهرجان إلى إحياء هذه 14 العريقة وإعادتها إلى مكانتها التاريخية المتميزة، كما أن “الهدف من هذه التظاهرة العصرية والتقليدية هو إحياء هذا التراث والتعريف بهذه الرياضة العريقة”، يوضح رئيس الاتحادية، مؤكداً أن المهرجان سيفتح الباب لكل محبي الفروسية للمشاركة والاستمتاع بهذا التراث الأصيل.

مشاركة مغاربية واسعة

عرف المهرجان مشاركة استثنائية من دول المغرب العربي، حيث أعرب خميس بلق، مندوب الهيئة الوطنية للفروسية الشعبية الليبية، عن سعادته بالمستوى المتقدم للفروسية في الجزائر، يقول: “لم أتوقع أن أجد مثل هذه النوعية الموجودة الآن في الجزائر”، مشيراً إلى وجود مقترح من الهيئة الوطنية الليبية للفروسية الشعبية للمشاركة في المهرجان.

تعاون مغاربي موسع

أشار المندوب الليبي عن مشاركة واسعة تضم رؤساء اتحاديات الفروسية من ليبيا وتونس وموريتانيا، مؤكداً أن “هذه الرياضة لها علاقة وطيدة بتاريخ الجهاد في كل الدول”. وأشار إلى أن الهيئة الليبية ستقدم جوائز تشجيعية لكل الفرسان المشاركين، مؤكداً استعداد الهيئة لدعم هذه المسابقات في كامل دول المغرب العربي.

برنامج متنوع وثري

هذا ويتضمن المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة التراثية والرياضية، بما في ذلك سباقات الخيل التقليدية، وعروض الفروسية الشعبية، ومسابقات القفز والحواجز، إضافة إلى فعاليات ثقافية تبرز التراث المحلي والمغاربي في هذا المجال.

رؤية مستقبلية طموحة

كما يطمح منظمو المهرجان إلى جعله محطة سنوية ثابتة تساهم في الحفاظ على التراث الشعبي وتطوير رياضة الفروسية في المنطقة. كما يسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي والرياضي بين دول المغرب العربي، وإبراز قسنطينة كعاصمة للفروسية التراثية في المنطقة.

 

العودة التقاليد العريقة

 

وعليه، فإن مهرجان “سيرتا” للفروسية يمثل نقطة تحول مهمة في مسيرة إحياء التراث الشعبي الجزائري، ويؤكد على الدور المحوري لقسنطينة في الحفاظ على الهوية الثقافية والرياضية للمنطقة، باعتبار أن هذا الحدث الاستثنائي يعد بداية جديدة لعودة الفروسية إلى مكانتها اللائقة في قلوب الجزائريين ومحبي التراث في كامل المغرب العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *