الوزير الأول يشدد على اهمية المعلومة الإحصائية الدقيقة في بناء الجزائر الجديدة
محمد يعقوب

أكد الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان على أهمية الإحصاء كونه أهم الآليات الـمهمة في مسار تنفيذ الإصلاحات الهيكلية الكبرى التي باشرتها الحكومة.
وشدد الوزير الأول على هامش تنصيب الـمجلس الوطني للإحصاء، ان الاهتمام الذي توليه الدولة الجزائرية للـمنظومة الوطنية للإحصاء، نابع من الإدراك العميق بدورها في إنجاح البرنامج التنموي النهضوي الطموح.
وشدد بن عبد الرحمان على أن نجاح أي إصلاحات مرهون بنوعية الـمنظومة الوطنية للـمعلومات الإحصائية وكفاءتها، مشرا إلى أن ” الـمعلومة الإحصائية أصبحت من مدخلات الإنتاج، مثلها مثل الـموارد الأخرى، بل أكثرها أهمية، إذ لا يمكن صياغة أي سياسة عمومية، ما لـم تتوفر لدينا الـمعطيات الضرورية وبالكمية والدقة والنوعية والـمصداقية الـمطلوبة وتوفرها في الوقت الـمناسب”.
وقال الوزير الأول أن صياغة سياسات عمومية تستجيب لتطلعات الـمواطنين، ورصد إحتياجاتهم من الخدمات الصحية ومن التعليم ومن الترفيه ومن الشغل ومن الـمحيط البيئي الـمناسب، لن يكون إلا بنظام معلومات إحصائية ناجع وفعال يعطي صورة دقيقة عن البنية الديمغرافية.
وأضاف الوزير أن إستغلال الـموارد الطبيعية والبشرية الكامنة في مختلف مناطق الوطن ضروري للدفع بعجلة التنمية.
وهذا- يؤكد الوزير الأول-لن يكون دون وجود نظام معلوماتي يتيح لنا معرفة الإمكانات والـموارد وكذا الخصوصيات التي تملكها كل منطقة.
وأشار بن عبد الرحمان في معرض كلمته امام الحضور أنه ” لا يمكن تقييم السياسات العمومية والإقتصادية، ولا يمكن الحكم على نتائجها إلا إذا بُنيت على أساس معطيات تعكس حقيقة الواقع بكل جوانبه الاقتصادية والإجتماعية”.
واكد الوزير انه الحق في المعلومة الذي كرسه الدكستور هو أيضا أداة للشفافية وبالتالي مصدر من مصادر زرع الثقة، واضاف ” ولأن الطبيعة لا تأبى الفراغ، فكلـما غابت الـمعلومة الرسمية تركت الـمجال للـمشككين والتقديرات الـمبنية على خلفيات ونوايا مغرضة”.
وعبر الوزير الأول عن استياء لضعف المنظومة الإحصائية وقال:” من غير المعقول أن يعتمد الباحثون والطلبة في دراساتهم على قواعد البيانات التابعة للـمنظمات والهيئات الدولية، ليس هؤلاء فقط ولكن حتى بعض مؤسسات الدولة الرسمية تعتمد أحيانا على مصادر معلومات مجهولة الـمصدر والـمرجعيات الـمنهجية”.
وقال بن عبد الرحمان انه وايمانا بأهمية الإحصاء فقد تم إتخاذ جملة من الإجراءات ، على رأسها إعطاء الرقمنة أولوية كبرى في جميع القطاعات، خاصة تلك التي تقدم خدمة عمومية للـمواطن. وكذا تطوير وعصرنة البنى التحتية لتكنولوجيات الإعلام والإتصال وتسهيل الولوخ إلى الأنترنيت ذات التدفق العالي والعالي جدا.
كما تظ الشروع في تحضير موارد بشرية كفؤة،عن طريق إعادة الإعتبار للتخصصات العلـمية والتقنية والإعلام الآلي وغيرها. إلى جانب مسايرة التطور التكنولوجي، والتخصصات الجديدة بإنشاء مدارس عليا ذات مستوى عالي كأقطاب إمتياز مثل مدرستي الذكاء الإصطناعي والرياضيات، اللتان تم فتحهما خلال هذا الـموسم الجامعي.