أذربيجان تحيي الذكرى الـ 35 لمأساة يناير الدموية: صفحة جديدة في كفاح شعبها نحو الحرية والاستقلال

سميرة بوجلطي

 

 أحيت أذربيجان اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين لمأساة 20 يناير 1990، غ شهدت قمعًا داميًا من قبل قوات الاتحاد السوفييتي ضد الشعب الأذربيجاني. ووصفت هذه الأحداث بأنها واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ البلاد، حيث ارتكبت المجازر بهدف قمع إرادة الشعب المطالبة بالاستقلال وحماية وحدة أراضيه.

 

في ليلة 19-20 يناير 1990، فرضت السلطات السوفييتية حالة الطوارئ في العاصمة باكو دون إخطار السكان، مما أدى إلى اجتياح عسكري واسع النطاق. استخدمت القوات السوفييتية وحدات الجيش والقوات الخاصة وكتائب من جنود الاحتياط لتنفيذ عمليات قمع دموية، أسفرت عن مقتل 150 مدنيًا، وإصابة 744 شخصًا، واعتقال 841 آخرين بشكل تعسفي. كما تعرضت النساء والأطفال وكبار السن لأبشع الانتهاكات، مما جعل تلك الليلة علامة فارقة في مسيرة كفاح أذربيجان الوطني.

 

انتفاضة ضد الظلم

تزامنت هذه المأساة مع تفاقم النزاع حول منطقة ناغورنو كاراباغ في أواخر الثمانينيات، حيث واجهت أذربيجان مطالبات إقليمية من أرمينيا مدعومة ضمنيًا من القيادة السوفييتية. دفعت هذه الظروف الشعب الأذربيجاني إلى تنظيم حركة شعبية واسعة النطاق للمطالبة بالحرية وإنهاء الهيمنة السوفييتية.

 

في اليوم التالي للمجزرة، في 21 يناير، أصدر الزعيم الوطني حيدر علييف بيانًا قويًا من موسكو أدان فيه بشدة الجريمة السوفييتية ووصفها بأنها اعتداء على حقوق الإنسان. وقد شكلت هذه الأحداث بداية مرحلة جديدة في كفاح أذربيجان من أجل التحرر والاستقلال.

 

إعادة البناء بعد النضال

رغم التحديات، تمكنت أذربيجان من تحقيق الاستقلال، واستمرت في مواجهة العدوان الأرمني حتى تحرير أراضيها المحتلة خلال حرب كاراباغ الوطنية الثانية عام 2020 وعملية مكافحة الإرهاب عام 2023. وتشير التقارير الرسمية إلى تخصيص 4 مليارات مانات أذربيجانية لإعادة إعمار منطقتي كاراباغ وزنجزور الشرقية، مع إعادة توطين آلاف النازحين وتطوير البنية التحتية.

 

السلام والاستقرار في المنطقة

ورغم الإنجازات، تواجه المنطقة تهديدات جديدة بسبب التسلح المتزايد في أرمينيا. وأكدت أذربيجان مرارًا أن استمرار هذا التسلح يعرض جنوب القوقاز لمخاطر جديدة، داعيةً إلى الالتزام باتفاقية السلام الموقعة في 10 نوفمبر 2020.

 

ذكرى الشهداء

في ذكرى 20 يناير، وقف الشعب الأذربيجاني إجلالًا لشهدائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والاستقلال. وتبقى هذه الذكرى رمزًا للصمود والتضحية من أجل الوطن، ورسالة إلى العالم بأن إرادة الشعوب في الحرية لا تُكسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *