ابتسام حملاوي..التلقيح..مخطط استباقي لصناع القرار لمواجهة كورونا
الدكتورة ابتسام حملاوي في حوار مع المنظار نيوز
شددت الدكتورة ابتسام حملاوي في حوار مع المنظار نيوز على ضرورة الذهاب الجماعي للعائلات الجزائرية للتلقيح للوصول إلى مرحلة المناعة الجماعية مؤكدة على الزامية وضع مخطط استباقي من طرف صناع القرار لمواجهة الجائحة.
س: كورونا تواصل الارتفاع ..من يتحمل المسؤولية ؟
ج: قلة الوعي وانتشار ظاهرة الأفراح والتجمعات والتعاطي باستهتار مع الجائحة ، معطيات ساهمت بشكل رهيب في تزايد الاصابات والوفيات، خصوصًا الفيروس المتحرر “دالتا”. وعليه فإن المواطن يتحمل جزء من المسؤولية، نتيجة الاستهتار وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية المعمول بها. في المقابل وزارة الصحة واللجنة العلمية لترصد وباء كورونا تتحمل المسؤولية، من خلال فشلها في ادارة الازمة الصحية، وتحضير الاجراءات الاستباقية لكل السيناريوهات لمواجهة الفيروس المتحور “دالتا” . اذن ما يمكن قوله أن المسؤولية مشتركة وعلينا شعبا وحكومة، التجند بدون هوادة لمواجهة الجائحة قولا وفعلا.
س: نقص التزود بالاكسجين في المستشفيات صنع جدلا داخل مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة من الوقوع في المغالطات. من يصدق من ؟
ج: بالنسبة للأكسجين، المصاب بكورونا يحتاج على الأقل في الدقيقة 14 لتر من الاكسجين، لتجاوز المرحلة الحرجة صحيا .لكن المفارقة لا تزال مستشفياتنا غير مجهزة لمثل هذه الكميات.
كان من الواجب علينا تحضير انفسنا منذ ظهور بوادر انتشار سلالة المتحورة “دالتا” ،من خلال اجراءات عملية استباقية لتزويد الاجهزة الطبية بمكثفات الاكسجين لاحتواء الازمة الصحية.
س: ظاهرة سماسرة الأزمة الصحية في البلاد تعود للواجهة.. أين هي أجهزة الرقابة؟
ج: بالنسبة لسماسرة الازمة الصحية في الفترة الاخيرة، خاصة في ما يتعلق بالاكسجين. أوجه من هذا المنبر الاعلامي ، رسالة للوزير الأول لوضع حد لمثل هذه التصرفات ومعاقبة وردع كل المتورطين في رفع سعر هذه المادة الهامة ، بشكل جنوني. ورغم ان السلطات المعنية رفعت العديد من الاعباء الجمركية والضريبية، على المصدرين لكن المفارقة اسعار الاجهزة التنفسية والاكسجين تضاعفت عشرات المرات، مقارنة بالسعر الاصلي في ظل غياب الرقابة.
اعتقد ان قرار تأميم هذه المعدات والتجهيزات من طرف الدولة بات أمر ضروري جدا، لأن الأمر خطير جدا.
السماسرة بمادة الاكسجين بدون رقيب ولا حسيب وعلى الدولة التحرك واتخاذ قرارات صارمة قبل فوات الآوان.
س: ماهي الاجراءات العملية لاحتواء جائحة كورونا و تخفيف الضغط على الجهاز الطبي ؟
ج: لاحتواء جائحة كورونا هناك شقين أساسين:
أولا التلقيح ،ومن الأفضل الذهاب الى التلقيح بصفة جماعية بمعنى أن العائلة تذهب للتلقيح جميعا في نفس الوقت، حتى نضمن مناعة جماعية داخل كل أسرة جزائرية.
ثانيا ضرورة التقيد الصارم بالاجراءات الوقائية، من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات والتعقيم المستمر حتى لا نعود للمربع الاول للأزمة الصحية .
س: حملات تطوعية لجمع الأموال لاقتناء مكثفات الاكسجين في وقت تبقى فيه وزارة التضامن في موقف المتفرج.. أين الخلل؟
ج: بصفتي طبيبة ومواطنة، أشيد بمثل هذه المبادرات الطيبة للجزائريين في مثل هكذا أزمات . وفي هذا الصدد فإن الاتحادية الوطنية للمجتمع المدني وبالتنسيق مع وزارة الصحة ستقوم بفتح العديد من مراكز التلقيح في كل من المحمدية وبولوغين والرايس حميدو ، في اطار دعم كل الجهود الوطنية لمواجهة كورونا، لكن في المقابل يؤسفني الغياب الشبه تام لوزارة التضامن الوطني والهلال الأحمر الجزائري في التعاطي مع الازمة الصحية الأخيرة. كما نسجل ايضا غياب الطبقة السياسية في المساهمة والتوعية لمواجهة الوباء، حيث باتت هذه التشكيلات السياسية لا تظهر إلا في المواعيد الانتخابية وهذا شيء مؤسف.