الخبير الاستراتيجي أحمد سالم سيدي عبد الله للمنظار نيوز…الإنقلاب العسكري في النيجر مؤشر قوي لتراجع النفوذ الفرنسي داخل مراكز صنع القرار في القارة الافريقية

أحمد مداني

لاتزال المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) تدافع عن الخيار العسكري كآخر سيناريو لايجاد حلول عملية لإنهاء هيمنة المجلس العسكري ، جراء الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم٠

وفي ظل تسارع الأحداث سياسيًا وأمنيا واعلاميا في هذا البلد الافريقي.  يشير الخبير الاستراتيجي سالم أحمد سيدي عبد الله المختص في الشؤون الافريقية المتواجد بالنيجر في حوار للمنظار نيوز عن أهم العقبات والسيناريوهات المحتملة لتداعيات الانقلاب العسكري في النيجر.

-هل عكس انقلاب النيجر فشل استخباراتي واستراتيجي فرنسي ؟

-أن الانقلاب الذي حدث في النيجر أظهر قصورا كبيرا في أجهزة المخابرات الفرنسية، وهو ما يؤكد بصفة عامة تراجع النفوذ الفرنسي داخل مراكز صنع القرار في القارة

-كيف ستتعامل دول الجوار للنيجر في حالة التدخل العسكري ؟

-أرى أن الإيكواس والمجلس العسكري ماضيان حتى اللحظة في مواقفهما الصارمة، والدافع وراء ذلك حسب اعتقادي هو العمل على تحسين شروط التفاوض لكل منهما، وقد يؤدي هذا الضغط إلى إيجاد صيغة توافقية للمرحلة الانتقالية.

-أستبعد التدخل العسكري في البداية لكنه إن حدث فلا أعتقد أن دول الجوار ستقدم الكثير من الدعم للمجلس العسكري خاصة دولتا مالي وبوركينا فاسو نتيجة لوضعيتهما الداخلية، كما لغ أعتقد أن الجزائر الدولة الأبرز في الجوار ستتدخل بشكل مباشر في العملية

-ماهو مستقبل الايكواس ومصداقيتها كمنظمة اقليمية بعد انقلاب النيجر ؟

-هذه المنظمة تواجه تحد حقيقي ومصيري لوجودها، بعد توال الانقلابات ووقوف بعض قادتها ضد ذلك، وفشلها في تطبيق قراراتها وهو ما سيجعلها محصورة في الزاوية، ثم إن مواقف الأنظمة الحاكمة في باماكو واغادوغو وكوناكري من العمل الموحدة قد يتغير مع موجة الرفض الجديدة للنفوذ الفرنسي وهو ما سيكون له انعكاس كبير على المنظمة٠

– إلى أي مدى ستتأثر المشاريع التكاملية في المنطقة بين الجزائر والنيجر مثل الطريق العابر للصحراء “الجزائر-لاغوس ” وخط أنابيب الغاز “نيجيريا-النيجر -الجزائر”؟

_إذا حدث تدخل عسكري سيكون له تأثير كبير على هذه المشاريع الاستراتيجية، نتيجة للفوضى التي سيخلفها وما سينتج عنه غياب الدولة في فضاء واسع تمثله النيحر، أما إذا لم يحدث فبدون شك لن يكون له تأثير كبير على هذه المشاريع٠

-ما هو تحليلك لفرضية تنامي ظاهرة الارهاب والتنظيمات المسلحة في ظل هذه الأزمة؟

-تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف عائد إلى بعدين أساسيين ضعف التكوين وانتشار الفقر، وهما أمرين تكامليين لا أفق لإيجاد حل لهما، إضافة إلى إذكاء النعرات بفعل أياد أجنبية، وانتشار الغبن والتهميش داخل بلدان المنطقة، وغياب الحكامة٠

-ما مصير ملف الهجرة غير الشرعية في ظل تداعيات ازمة انقلاب النيجر ؟

-ملف الهجرة غير الشرعية سيتفاقم في حال سقوط الدولة في النيجر لا قدر الله كما سيزداد العنف والجريمة المنظمة تماما كما حدث بعد سقوط النظام الليبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *