سميرة بوجلطي
تنظم الفيدرالية الجزائرية للصيدلة المؤتمر الوطني التاسع للصيدلة خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 20 ديسمبر 2025، في محطة علمية بارزة تعكس المكانة المتنامية لمهنة الصيدلة داخل المنظومة الصحية الوطنية. ويُقام هذا الحدث تحت شعار: «الممارسات الصيدلانية في تطور نحو رعاية صحية متكاملة، مخصصة ومتمحورة حول المريض»، بما يجسد التحول العميق الذي تشهده الممارسة الصيدلانية وانتقالها من الأدوار التقليدية إلى أدوار محورية في التكفل الصحي الشامل.
ويُنظم المؤتمر تحت الرعاية السامية لكل من وزارة الصحة، ووزارة الصناعة الصيدلانية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تأكيد واضح على البعد الوطني والاستراتيجي لهذا الموعد العلمي، وعلى الوعي المتزايد بأهمية الصيدلي كفاعل أساسي في تحسين جودة الرعاية الصحية، وضمان الأمن الدوائي، ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في القطاع.
ويجمع المؤتمر الوطني التاسع للصيدلة نخبة من الصيادلة، والباحثين، والأساتذة الجامعيين، إلى جانب خبراء وطنيين ودوليين، لمناقشة أبرز التحولات التي تعرفها المهنة ودورها الاستراتيجي داخل المنظومة الصحية، لاسيما في ظل التحديات المرتبطة بالابتكار العلاجي، والرقمنة، والطب المخصص، واليقظة الدوائية، وتعزيز التكامل بين مختلف المتدخلين في القطاع الصحي.
ويتميز هذا الحدث ببرنامج علمي ثري ومتعدد المحاور، يضم 46 جلسة علمية تشمل محاضرات متخصصة، وموائد مستديرة، وجلسات نقاش تفاعلية، تغطي مختلف مجالات الصيدلة، من الصيدلة الاستشفائية والصناعية، إلى الصيدلة السريرية، والبحث والتطوير، والتكوين الأكاديمي، ما يجعل من المؤتمر فضاءً علميًا جامعًا يعكس تنوع وتكامل التخصصات الصيدلانية.
ولا يقتصر المؤتمر على جانبه العلمي فحسب، بل يشكل كذلك منصة مفتوحة للحوار المؤسساتي والاستراتيجي بين المهنيين، والسلطات العمومية، والجامعات، والجمعيات العلمية، والشركاء الصناعيين، بهدف مرافقة تطور القطاع الصيدلاني الجزائري وتعزيز مكانته إقليميًا وقاريًا، في إطار رؤية تقوم على الشراكة، والتكامل، وتبادل الخبرات، وبناء استراتيجيات مشتركة تخدم الصحة العمومية.
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر رئيس الفيدرالية الجزائرية للصيدلة، البروفيسور بوديس عبد الحكيم، عن اعتزازه بتنظيم الطبعة التاسعة من المؤتمر الوطني، مؤكدًا أن هذا اللقاء يندرج ضمن ديناميكية متواصلة تعرفها المهنة منذ سنوات. وأوضح أنه يشعر بفخر كبير وهو يخاطب الأسرة الصيدلانية الجزائرية وشركاء المهنة في هذا الموعد العلمي الهام، مشيرًا إلى أن هذه الطبعة تمثل امتدادًا لمسار مهني يسعى إلى التميز، والابتكار، وتعزيز التماسك داخل المهنة.
وأكد رئيس الفيدرالية أن المؤتمر يعكس صورة مهنة في قلب التحول داخل منظومة صحية تشهد تحديثًا مستمرًا، وتنفتح على تحديات علمية وتكنولوجية وإنسانية جديدة، مشددًا على أن اختيار شعار هذه الطبعة يعكس قناعة راسخة بأن الصيدلي لم يعد مجرد مقدم للدواء، بل شريك أساسي في مسار العلاج والوقاية وتحسين جودة الحياة.
وتواصل الفيدرالية الجزائرية للصيدلة، من خلال هذا المؤتمر ومختلف مبادراتها العلمية، جهودها الرامية إلى ترقية الممارسة والعلوم الصيدلانية في الجزائر، وتعزيز كفاءات المهنيين، والمساهمة الفعالة في تحسين الصحة العمومية، انطلاقًا من قيم التميز العلمي، والالتزام، والتكوين المستمر، والتعاون، بما يكرس دور الصيدلة كركيزة أساسية في بناء نظام صحي عصري، فعال، ومتمحور حول المريض.
