قبل الدخول المدرسي بأيام… الأولياء يقبلون على المدارس الخاصة

كوثر خليدة

أيام قليل تفصلنا عن الدخول المدرسي الجديد لموسم 2021/2022، ولا يزال الأولياء يخوضون سباق تسجيل أبنائهم في المدارس، وككل مرة في هذا الوقت يعود سؤال “مدرسة خاصة أم عمومية ؟” للواجهة، أمام حيرة بعض الأولياء، وعدم تمكن البعض الآخر من تحمل أعباء تكاليف المدارس الخاصة، فمنهم من يفضل المدارس الخاصة، بينما يصر الفريق الآخر على أن المدرسة العمومية تبقى الأفضل مهما تعددت المدارس الخاصة، التي شهدت تزايدا كبيرا في السنوات القليلة الأخرى، وهو ما زاد من حيرة الأولياء في اختيار المدرسة الأنسب التي تضمن لهم تعليما جيدا لمستقبل أفضل لأبنائهم، وبهذا الخصوص تقربنا من عديد المدارس الخاصة للوقوف على تكاليف الدراسة فيها، والتي تتراوح بين 20 إلى 30 مليون للتلميذ الواحد، مع اختلاف الخدمات والعروض المقدمة في كل مدرسة، وهو ما يفوق القدرة المعيشية للأسر متوسطة الدخل خاصة تلك التي تملك عدة أطفال في أطوار دراسية مختلفة.
وعن الأسباب التي دفعت الأولياء لاختيار المدارس الخاصة صرحت المواطنة فتيحة. ب لموقع “المنظار نيوز” أنها لجأت لوضع ابنتها الوحيدة في مدرسة لكونها عاملة ولم تجد سبيلا للاطمئنان على فلذة كبدها الوحيدة سوى وضعها في مدرسة خاصة حيث تضمن بقاءها هناك ليوم كامل دون أن تقلق عليها، ولولا ذلك لاختارت المدرسة الحكومية التي تضمن تكوينا جيدا للتلاميذ.
وفي نفس السياق تثني المواطنة حنان. ل وهي أم لثلاثة أطفال درس منهم اثنان في المدرسة الحكومية وتلقوا تكوينا جيدا ونتائج ايجابية، أنها اختارت وضع ابنتها الصغرى في المدرسة الخاصة كونها مريضة وتحتاج لمساعدة خاصة تصل لحد مساعدتها في حمل المحفظة، وهذا ما وجدته في المدرسة الخاصة، اضافة لعدم اكتضاض الأقسام و جودة الخدمات المقدمة خاصة الأكل الصحي.
أما بخصوص التلميذ حسام. ع فقد أبدى ارتياحه في مدرسته الخاصة بسبب عدم اكتضاض القسم ما يسمح له بسماع المعلمين جيدا ويسهل فهمه للدروس، فيما صرح لنا والده الذي كان يرافقه للتسجيل أن المدرسة الخاصة -حسبه- هي الأنسب لضمان التحصيل المدرسي الجيد للتلاميذ خاصة في هذه الفترة التي تعتمد فيها المدارس العمومية على نظام التفويج مع تقليل ساعات الدراسة.
كما تراوحت الأسباب الأخرى حسب بعض الأوياء الذين سألناهم، بين خوفهم من تدني الخدمات في المدارس العمومية أو بعد مقر سكنهم عن المدارس، خاصة الذين غير مقر سكنهم مؤخرا وانتقلوا لأحياء بعيدة لا يعرفون أحدا فيها.
في حين صرحت الأستاذة سارة. ر أنها اختارت المدرسة الخاصة التي تجد فيها راحتها خاصة مع انخفاض عدد التلاميذ في الأقسام، لعدم حصولها على فرصة في المدرسة العمومية

وفي المقابل تقربت “المنظار نيوز” من مدرسة “لاس ان سيناس سكول” “Las Encinas School” الواقعة ببلدية أولادفايت غرب العاصمة وكان لنا هذا الحوار مع مسيرة المدرسة السيدة “جوزي نسرين”
-بداية نود معرفة الأسعار الخاصة بمدرستكم.
-الأسعار في الطور الابتدائي هي 20 مليون في السنة، بينما في الطور المتوسط والجامعي تصل لحد 30 مليون، مع احتساب حقوق التسجيل والتمدرس والاطعام والمآزر، بينما يدفع الأولياء النقل المدرسي.

-ما هي الهياكل والمرافق التي تضمها مؤسستكم ؟
-تضم الهياكل ساحة للاستراحة وقاعة اعلام آلي بالاضافة للمطعم، وقاعات لممراسة مختلف الأنشطة.

-ماذا عن البرنامج المقدم للتلاميذ وهو مصادق عليه من طرف وزارة التعليم ؟
-برنامج المدرسة خاص نوعا ما مقارنة بالمدارس الأخرى، حيث خصصت الفترة الصباحية لدراسة البرنامج المعتمد من طرف الوزارة بالنسبة للأطوار الثلاث، بينما خصصت الفترة المسائية التي تعتمد على الطريقة الأمريكية، لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية، وهي نشاطات اجبارية على كل التلاميذ.

-ما هي ساعات العمل المعمول بها وما هو عدد التلاميذ في كل قسم؟
تقول نسرين أن عدد التلاميذ لا يتجاوز 15 تلميذا في كل قسم، أما عدد ساعات الدراسة فتصل ل 32 ساعة في كل طور، وتبدأ الدراسة من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الرابعة مساء، وتجدر الاشارة الى أن المدرسة تمنع على الأساتذة اعطاء الدروس الخصوصية للتلاميذ منعا باتا

وبخصوص الخدمات التي تقدمها المدرسة تضيف السيدة جوزي أن المدرسة تقدم دروس في اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية بالمستويات لكل التلاميذ في كل الأطوار، مع حصولهم على شهادة اثبات المستوى بعد اجتيار الامتحان، وذلك في اطار نشاطات الفترة المسائية التي تضم أيضا نشاطات الرسم والأشغال اليدوية، والموسيقى وتنظيم الرحلات.
كما تولي المدرسة عناية خاصة بالرياضيين المنتمين للفرق ولذا هي بصدد توفير النظام الداخلي لهم، وذلك بالتعاون مع أكاديمية passion sport et loisir Algérie.

ودائما في اطار التميز وتشجيع التلاميذ وخلق جو من التنافس العلمي الهادف للمدرسة مجلة أسبوعية ينشر فيها التلاميذ المواضيع التي يختارونها هم، وذلك باشراف أساتذتهم، وكذا أفضل النشاطات المقدمة من طرف التلاميذ، والنتائج المدرسية وكل ما يهم التلاميذ من معلومات.
ومن بين المواضيع المنشورة خصص قسم بعنوان “Histoire de la Turquie” ينشر فيها الطالب التركي “بولات. ف” الذي يدرس في القسم النهائي، بصفة دورية مقالات لتعليم التلاميذ اللغة التركية.
بعدما عاشته الجزائر مؤخرا على غرار كل دول العالم من تداعيات فيروس كوفيد-19، كيف أثر الأمر على اقبال التلاميذ وتسجيلهم بالمدرسة
-في الحقيقة لقد عرفت السنة الماضية انخفاضا نوعا ما في التسجيل مقارنة بالسنوات السابقة بسبب تدني المستوى المعيشي لبعض العوائل التي اختارت اعادة نقل أبنائها للمدارس العمومية، لكن مع الانفراج الحاصل مؤخرا وبداية تأقلم الناس مع الوضع سجلنا هذه السنة ارتفاع نسبة الاقبال مقارنة بالنسبة للسنوات الماضية.
وفي ختام الحوار أشارت السيدة جوزي أن المدرسة تحرص حرصا شديدا على تطبيق اجراءات وقائية صارمة تتمثل في اجبارية ارتداء الكمامة، مع جلوس كل تلميذ وحده والحرص على التباعد، وكذا وضع المعقم في كل قسم، مع تعقيم كل المدرسة في نهاية كل يوم.

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. دخول مدرسي موفق انشاء الله وكان الله في عون المدرس والمتمدرسين واطالا الله في عمرك جميلتي واستاذتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *