معرض الإنتاج الجزائري: نافذة على قوة الاقتصاد الوطني وآفاق التصدير
سميرة بوجلطي
افتتحت الجزائر اليوم معرض الإنتاج الوطني في نسخته الحادية والثلاثين، بحضور رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في قصر المعارض بالعاصمة. يسلط هذا الحدث الاقتصادي الأبرز الضوء على قدرة المؤسسات الجزائرية على المنافسة محليًا ودوليًا، ويجمع تحت سقف واحد مجموعة واسعة من المنتجات الوطنية التي تعكس تنوع الاقتصاد الجزائري وقوة صناعته.
إعادة تشكيل الاقتصاد الوطني من الداخل
يأتي هذا المعرض في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تعزيز مكانتها كدولة منتجة ومصدرة، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط والغاز. وخلال العرض التقديمي الذي قدمه وزير التجارة وترقية الصادرات، أكد السيد الرئيس على ضرورة تطوير آليات مبتكرة لفتح أسواق جديدة، خاصة في إفريقيا، عبر إنشاء نظام مقايضة يتماشى مع الاحتياجات المشتركة بين الدول.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس تبون إلى أهمية الجمع بين الإنتاج والتصدير دون الإضرار بالسوق المحلية، مؤكدًا على ضرورة وجود إحصائيات دقيقة تسهم في اتخاذ قرارات استراتيجية تُحقق توازنًا بين العرض والطلب.
شركات وطنية بحجم التحدي
معرض هذا العام يجمع 580 عارضًا من مختلف القطاعات، مما يعكس مدى تنوع الإنتاج الوطني. ويشمل ذلك:
الصناعات الغذائية: التي أصبحت تنافس عالميًا من خلال تطوير الجودة والتعبئة.
الصناعات الإلكترونية والكهربائية: التي تواكب التطورات التكنولوجية العالمية.
الصناعات التقليدية: التي تربط الحاضر بجذور التراث الجزائري.
الصناعات العسكرية: التي تعرض تقنيات متطورة تم تطويرها محليًا.
المعرض: أكثر من مجرد منصة عرض
لا يقتصر المعرض على عرض المنتجات، بل يمثل أيضًا فرصة لتبادل الأفكار وبناء شراكات اقتصادية. ومن المقرر أن تنظم ندوات وورش عمل تناقش قضايا مثل التجارة الحرة الإفريقية، ودعم المؤسسات الناشئة، وآليات جديدة لتحفيز التصدير. هذه الفعاليات تهدف إلى تقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه المؤسسات الوطنية.
الآفاق المستقبلية: نحو اقتصاد متكامل ومستدام
مع زيادة عدد المشاركين وتنوع المنتجات المعروضة، بات معرض الإنتاج الجزائري يشكل منصة هامة لقياس مدى تقدم الاقتصاد الوطني. ومع السياسات الحكومية التي تدعم الابتكار والإنتاج المحلي، يبدو المستقبل واعدًا لتوسيع دور الجزائر كمصدر موثوق للمنتجات في السوق الإقليمية والعالمية.
كما يشكل معرض الإنتاج الجزائري في نسخته الحادية والثلاثين فرصة حقيقية لتأكيد أن الجزائر قادرة على أن تكون لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي. إنه ليس مجرد حدث اقتصادي، بل رسالة تؤكد عزم البلاد على النهوض بصناعتها، وتعزيز حضورها في الأسواق الدولية، ووضع أسس اقتصاد مستدام يرتكز على الإنتاج والإبداع.