منظمة التأمينات الإفريقية تضيف حجرها، لزاوية بناء الأمن الغذائي

سميرة بوجلطي

 

 سيمثل المؤتمر 49 لمنظمة التأمينات الإفريقية (OAA) والذي ينظم في الفترة ما بين 29 و30 ماي بالجزائر العاصمة، محركا حقيقيًا للتحول في صناعة التأمينات الفلاحية. بمشاركة نوعية تتجاوز 1700 فاعلا في مجال التأمين، يمثلون أكثر من 70 دولة، فإن هذه الطبعة، التي تنظم تحت الرعاية السامية للوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمان، ستركز على التأمين الفلاحي كأولوية كبرى لشركات التأمين الأفريقية.

وانطلقت أشغال الاجتماع الـ49 لهذا الحدث الإفريقي الهام، هذا الأحد، بتنظيم ندوة صحفية مشتركة نشطها كل من السيد يوسف بن ميسية ، رئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين (UAR) ، السيد حسان خليفاتي، نائب رئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين ورئيس لجنة الإتصال على مستوى اللجنة المحلية المنظمة للمؤتمر 49 لمنظمة التأمينات الإفريقية (OAA). وسيتناول هذا الاجتماع القاري الذي ينظمه الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين بالتعاون مع منظمة التأمينات الإفريقية ، موضوع “مساهمة التأمين في تحديات الأمن الغذائي في إفريقيا”.

وأشار السيد بن ميسية في كلمته، إلى أن أفريقيا تقدم إمكانات هامة لنمو التأمين الفلاحي الذي يستحق التدعيم. وسيركز هذا الحدث المهم على اقتراح حلول مبتكرة لمواجهة تحديات القطاع الزراعي ، كما سيساهم أيضًا في تكوين مستقبل أكثر مرونة وازدهارًا للتأمين الفلاحي في إفريقيا. حيث يمثل الفرع الزراعي أقل من 4 بالمائة من سوق التأمين الإفريقي بقيمة 62 مليار دولار. وأمام مواجهة حجم الكوارث الطبيعية ، ستؤكد المقترحات على حتمية إنشاء خطط تأمين جديدة تتكيف وضمان الأمن الغذائي لبلدان القارة ، مع مراعاة حجم الكوارث الفلاحية التي تفاقمها التغيرات المناخية.

من جانبه ، أكد السيد خليفاتي على أن “التأمين الفلاحي يلعب دورًا حاسمًا في حماية دخل الفلاحين وتعزيز الأمن الغذائي، مع تحفيز التنمية الاقتصادية المستدامة. وتتطلب مواجهة تحدي الأمن الغذائي رؤية أكثر جرأة، وتعاونًا وثيقًا بين شركات التأمين، الهيئات التنظيمية والجهات الفاعلة ذات صلة بالقطاع”.

وخلال هذا الحدث الهام ، سيجتمع مختلف الفاعلين الرئيسيين في صناعة التأمين ومجموعة مميزة من الخبراء وشركات التأمين وكذا ممثلو المنظمات الدولية، لتبادل الأفكار والخبرات
وتقديم رؤى واعدة لتعزيز التأمين الفلاحي في إفريقيا. كما سيركز المشاركون خلال يومين وبشكل خاص، على حلول التأمين المصغرة التي تتمتع بإمكانيات ممتازة لضمان انتشار أكبر وتوسع أفضل لخدمات التأمين ، كونها تتيح ضمان تغطية احتياجات الشرائح المنخفضة والمتوسطة الدخل.

كما يقدم الاجتماع أيضا، برنامجًا شاملاً يضم جلسات وحلقات نقاش واجتماعات، تركز جميعها على تعزيز التأمين الزراعي في إفريقيا. وتشمل الموضوعات التي ستتم مناقشتها تطوير حلول التأمين لتحسين الإنتاج الفلاحي، آليات تحويل مخاطر الكوارث بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا لتعزيز صمود القارة أمامها ، “إعلان نيروبي” ، التغير السريع في قطاع التأمين في إفريقيا مع إيلاء اهتمام خاص لقطاع التأمين المصغر وشركات التأمين كحلول للأمن الغذائي ، فضلاً عن الدور الحاسم للتنظيم والإشراف في تسهيل الوصول إلى المؤشرات الزراعية لمنتجات التأمين في القارة الأفريقية.

وستسمح الجلسة التي تحمل عنوان “التغير السريع لقطاع التأمين في إفريقيا: الأهمية المتنامية للتأمين المصغر وشركات التأمين للأمن الغذائي”، للخبراء، بتسليط الضوء على ظهور التأمين المصغر وتقنيات التأمين كأدوات رئيسية لتحسين الوصول إلى خدمات التأمين الزراعي. كما ستركز النقاشات أيضًا على الفرص والتحديات المرتبطة بهذه المناهج الجديدة ، بالإضافة إلى مشاركة تجارب النجاح في استخدام التكنولوجيا لتوفير حلول الأمن الغذائي والمصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الفلاحين.

ومن بين المواضيع الأخرى التي ستتم مناقشتها ” التصدي لمخاطرالتغيرات المناخية على الأمن الغذائي: دور التأمين”. أين يستكشف المشاركون العلاقة بين تغير المناخ والأمن الغذائي ، مع مناقشتهم لكيفية جعل التأمين بمثابة آلية حماية ضد مخاطرالمناخ مثل الجفاف، الفيضانات، العواصف ، مع دعم الإنتاج الغذائي المستدام.

من خلال تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، يوفر اجتماع منظمة التأمينات الإفريقية فرصة هامة لاستكشاف مناهج جديدة وتشجيع التعاون بين الجهات الفاعلة في صناعة التأمين من أجل تعزيز التأمين الفلاحي في إفريقيا. ويشكل هذا التزام مشترك لخلق بيئة أكثر ملائمة للاستثمار في الزراعة والنمو المستدام للقطاع ، لتوفير حلول مربحة وسهلة الوصول إليها للفلاحين الأفارقة.

حول منظمة التأمينات الإفريقية :
تأسست منظمة التأمينات الإفريقية في عام 1972، في جزر موريس، و هي منظمة غير حكومية، معترف بها في عدة دول أفريقية، فبعد توقيع اتفاقية بين المقر وحكومة الكاميرون تم انشاء الأمانة العامة لمنظمة التأمينات الإفريقية في مدينة دوالة، وتهدف منظمة التأمينات الإفريقية لتنمية مجال التأمين وإعادة التامين منظم في إفريقيا، و تعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية، وهي اليوم تضم 371 عضو من بينهم 363 عضو من 47 بلدا فريقي و 14 عضو من 8 بلدان غير افريقية.

نبذة عن الاتحاد الجزائري لشركات التأمينات وإعادة التامين:
الاتحاد الجزائري لشركات التامين وإعادة التامين هي جمعية مهنية تأسست في 1995، تمارس نشاطها عبر كل التراب الوطني. ويجمع الاتحاد الجزائري لشركات التامين وإعادة التامين فروع لشركات أجنبية تمارس التامين وإعادة التامين بصفة منظمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *