ندوة حول دور دول الجنوب في بناء نظام دولي جديد
الطاهر سهيلة
نظمت المدرسة الوطنية العُليا للعلوم السياسية، ندوة أكاديمية بعنوان “نحو نظام دولي جديد: أي دورٍ لعالم الجنوب؟ استضافت فيها الدكتور حسني عبيدي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جُنيف.
وسلّطت المحاضرة الضوء على التهديدات التي أصبحت تعيشها منطقة الجنوب، والصراع الأمريكي الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، كما أشار الباحث الأكاديمي المُقيم بالخارج إلى دور الجزائر في تشكيل نظام دولي جديد من خلال المُقومات التي تمتلكها، وقوة تأثير دبلوماسيتها لا سيما بعد تسلمها مقعداً أُممياً بعد انتخابها عضواً غير دائم بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
في هذا الصدد، شدّد المُختص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على ضرورة أن يقوم الباحثين والأكاديميين الجزائريين بمبادرة في تقديم أوراق بحث ودراسات تهم المنطقة التي تُحيط بالجزائر، والتي أصبحت مُهددة اليوم بسبب تدخلات أجنبية ناجمة عن ضُعف الدول المجاورة من الناحية الأمنية الاقتصادية، وحالة الفراغ التي تمر بها.
كما شدد على أن نظام الأمم المتحدة، لم يتم تفعيله من أجل ضمان الحّد الأقصى من التوازن في القوى بين مختلف الفواعل الدولية، مُرجعاً ذلك بسبب غياب المُمارسة وضعف الأداء.
وركّر ضيف المدرسة على مجموعة من النتائج، أولها أن الجنوب الشامل هو في النهاية مصطلح فضفاض وأنّ العودة ستكون في النهاية للدولة التي تدرك مدى قوتها الداخلية، اما الثانية فتتعلق بمركزية الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة خاصة في ظل وجود إسرائيل بالمنطقة. بالإضافة إلى قدرة دول الجنوب في حفاظها على استقرارها حيث ستتمكن من الاضطلاع بدور في صياغة ملامح نظام دولي جديد، أما المادة الثالثة، فتتمثل في ضرورة توفر مجموعة من المقومات الأساسية للدولة على غرار تعزيز دور المجتمع المدني، تعزيز المشاركة السياسية، تقاسم عادل للسلطة وغيرها، هذه المقومات ضرورية لمواجهة مرحلة الانتقال من نظام متهالك إلى نظام جديد لا نعرف بعد ما هي ملامحه الأساسية.
يشار إلى أن الدكتور حسني عبيدي، هو أيضا عضو في الفريق الدولي حول الخروج من العنف. مؤسس مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسط CERMAM بجنيف، والذي يعتبر أول
مركز بحث حول العالم العربي بسويسرا.
الطاهر. س