الخطاب السياسي في الحملات الانتخابية…منصات التواصل الاجتماعي واجهة لاستقطاب الناخبين!!!
هدية عوادي
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية 2024، تشهد الساحة السياسية تحولاً لافتًا في طريقة تواصل المرشحين مع الناخبين،و أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام ساحة رئيسية لخوض الحملات الانتخابية، حيث يستخدمها المرشحون كوسيلة فعالة للتواصل المباشر مع الجماهير، ونشر برامجهم الانتخابية، والتفاعل مع اهتمامات الناخبين.
يقول المحلل السياسي موسى بودهان : “لقد تغيرت قواعد اللعبة في الحملات الانتخابية بشكل جذري، لم يعد التلفزيون والصحف التقليدية الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الجمهور، بل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي القناة الأبرز، هذا التحول يعكس تطورًا في وعي الناخبين، خاصة الشباب، الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه المنصات للحصول على المعلومات والتعبير عن آرائهم.”
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الخطاب السياسي أكثر ديناميكية وتفاعلية، حيث يمكن للمرشحين الآن الوصول إلى جمهور واسع في وقت قصير، وتلقي ردود فعل فورية من الناخبين، هذا التفاعل المباشر يسمح للمرشحين بتكييف رسائلهم بسرعة استجابة لمطالب الجمهور، مما يزيد من فعالية حملاتهم.
لكن هناك جانب آخر لهذا التطور، حيث ير الاستاذ بودهان أن “وسائل التواصل الاجتماعي رغم فوائدها العديدة في تقريب المسافة بين الناخبين والمرشحين، إلا أنها أيضًا يمكن أن تكون سلاحًا ذا حدين، الانتشار السريع للمعلومات على هذه المنصات قد يؤدي إلى تضليل الناخبين، إذا لم تكن المصادر موثوقة أو إذا استغلت الحملات الانتخابية هذه المنصات لنشر الأخبار المزيفة.”
ومع تزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن الحملات الانتخابية لن تعود كما كانت، إذ أصبحت هذه المنصات ليس فقط أداة لنشر الخطاب السياسي، ولكن أيضًا وسيلة لقياس نبض الشارع وتحديد مواقف الناخبين في وقت حقيقي.
وفي الختام، يشير المحلل السياسي إلى أن “المرشحين الذين يستطيعون استغلال هذه الأدوات بفعالية، والذين ينجحون في بناء حوار حقيقي مع الناخبين على هذه المنصات، قد يكون لهم الأفضلية في الانتخابات القادمة. ”
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن وسائل التواصل الاجتماعي من استقطاب الناخبين التقليديين أم ستبقى حكراً على الجيل الرقمي؟