أزمة المياه تتفاقم بالشرق الأوسط..هل سينجح المخطط الأمريكي في تأمين الماء!

أزمة المياه تتفاقم بالشرق الأوسط.. هل ينجح المخطط الأمريكي في تأمين الماء!

‎يعود موضوع أزمة المياه في الشرق الأوسط ليطفو من جديد، وهذه المرة من اخر تقرير البنك الدولي
‎الذي يقول بأن منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق في العالم توترا فيم يخص الاستخدام غير المستدام للمياه فحوالي 82 بالمائة من المياه بتلك المنطقة لا يستفاد منها بالشكل الفعال المؤثر، بالرغم من زيادة الطلب على المياه وضعف العرض.
‎ويتوقع التقرير أن المنطقة ستشهد أكبر الخسائر الإقتصادية المتوقعة من ندرة المياه المرتبطة بالمناخ والتي تقدر بحوالي 146 بالمائة من إجمالي الناتج المحلى بطول عام 2050. كما ذكر التقرير أن إنتاجية المياه الإجمالية في المنطقة لا تصل حتى إلى نصف المتوسط العالمي.
‎أزمة المياه في الشرق الأوسط لا تعني بلدان المنطقة فحسب، بل هي مسألة شائكة كانت على مدى عصور أحد مسببات النزاعات بين دول عديدة من العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا الشان يرى المحلل الاقتصادي والباحث الإستراتيجي الجزائري عبد القادر سليماني أن التحرك الأمريكي في مواجهتها بالطرق الديبلوماسية وأيضا الإقتصادية نقطة مضيئة في العلاقات مع شعوبها، مضيفا إلى أنها ستكون خطوة إيجابية تساهم في الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة. كما أن تنمية هذه العلاقات يخدم جميع الأطراف باعتبار أن الأمن سيجنب العالم موجات جديدة لا تحصى من اللاجئين والنازحين والتي يمكن أن تسفر عن أزمات متعاقبة خطيرة تهدد الإستقرار العالمي.
‎من جهتها الدكتورة أسماء حداد باحثة ومحاضرة بجامعة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجزائر ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ زمن بعيد حاولت التدخل لوضع حلول للأزمة نظرا لما تمتلكه من قدرات مالية وتكنولوجيات عالية وتجارب رائدة سواء في تحلية المياه أو رسكلتها أو استغلال المياه الحرفية. ويتضح ذلك من خلال الموقف الأمريكي من أحواض العديد من الانهار كحرص الإدارة الأمريكية وخبراتها في المياه لدعم إسرائيل في الاستفادة من المياه العربية وتسويقها للمشروع التركي “أنابيب السلام” فضلاً عن الإهتمام المتزايد بمنطقتي القرن الأفريقي وحوضي النيل اللذان يشكلان حلقة مهمة في استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكة تجاه القارة.
‎ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تفاقمت أزمة الغذاء العالمية وكان مشكل الأمن المائي من أول العقبات التي واجهت تأمين الغذاء في العديد من بلدان العالم بما فيها بلدان الشرق الأوسط التي يعول عليها في أن تكون سلة غذاء العالم في المستقبل القريب.. وقد أسست الولايات المتحدة الامريكية لتحالف مع عديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت شعار تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، عبر استثمارات ستضخها بالمنطقة سواء في الشأن الزراعي باعتبارها رائدة في المجال وكذلك عن طريق مشاريع لرسكلة المياه و استخراج المياه الجوفية.
وبالتالي فإن تحكم الولايات المتحدة الأمريكية في الأمن المائي بالمنطقة سيكون أول الخطوات لإنجاح مخطط الأمن الغذائي وتحقيق الإكتفاء الذاتي.